مفاهيم تسيطر على عالم اليوم … نهاية التاريخ- صراع الحضارات- حوار الحضارات

مفاهيم تسيطر على عالم اليوم … نهاية التاريخ- صراع الحضارات- حوار الحضارات

أحمد محمد علي *

المقدمة

منذ نهاية الحرب الباردة عام 1989م، ثم تفكك الاتحاد السوفيتي وحرب الخليج الثانية في عام 1991م، ظهرت تعبيرات مثل “النظام العالمي الجديد” و”نهاية التاريخ”  و “العولمة” و “حوار الحضارت” أو صدامها، وجميعها مفاهيم ملتبسة، لم يتم الاتفاق بشأنها بين جمهور المثقفين، ودارت سجالات عديدة، كانت مساحة الاختلاف فيها أوسع من مساحة الاتفاق.

وفي السطور القادمة سنحاول أن ندلي بدلونا في هذه المفاهيم الكلية التي أصبحت تحكم عالم اليوم فكرياً وواقعياً.

أولًا: نهاية التاريخ End of History

نظرية نهاية التاريخ هي محصلة سياق واعتقاد تاريخي محكم التكوين في نسيج العقل الغربي، ولفهم نظرية “نهاية التاريخ” فهماً منطقياً سليماً، لابد من توضيح العوامل الفلسفية والفكرية التي مهدت لنظرية فرانسيس فوكوياما علي النحو التالي.

فمعظم المجتمعات والحضارات الإنسانية اشتركت في الإيمان بنظرية نهاية التاريخ، ومن ثم في التعبير عنها وتجذيرها بصور مختلفة في بنائها الفكري والعقائدي. فكل حضارة تعتبر فكرها وأيديولوجيتها السائدة في بقاع الأرض هي الأيديولوجية الأفضل والتي لا يمكن تجاوزها، وبالتالي فهي تمثل نهاية التاريخ.

ويعني مفهوم نهاية التاريخ اليوم أن الديمقراطية الليبرالية بقيمها عن الحرية والمساواة والمبادئ الليبرالية تشكل مرحلة نهاية التطور الأيديولوجي للإنسان، أي انتصارها علي صعيد الأفكار والمبادئ، مما يستدعي عولمة الديمقراطية الليبرالية كصيغة نهائية للبشرية، فنهاية التاريخ لا تعني توقف الأحداث أو العالم عن الوجود ولكنها تعني الوصول إلي الصيغة الأفضل للعالم بحيث لا يوجد بديل يستطيع تجاوزها. 

وظهر تعبير “نهاية التاريخ ” لأول مرة، في مقالة تنتقد جهود المثقفين والاشتراكيين الفرنسيين الرامية الي عقد مصالحة بين الماركسية والأخلاق، وكتب هذه المقالة الكاتب والروائي الفرنسي ألبير كامي عام 1946 ونشرتها صحيفة المقاومة Combat حينذاك([1]).

وفي عام 1951، استخدم إتش ستيوارت هيوز الأستاذ في جامعة هارفارد الأمريكية المصطلح نفسه في مقالة بعنوان ” نهاية الأيديولوجيا السياسية”، تحدث فيها عن المزاج المتقلب للمثقفين الأوروبيين ذوي الميول اليسارية، وخلص فيها إلي أن “اليسار أصبح يفتقر إلي الإقناع والأفكار”.

وبالتزامن مع هذه الإشارات الخجولة حول “نهاية الأيديولوجيا”، ظهرت سلسلة من الكتابات لرايموند اّرون يشر فيها بنهاية العصر الأيديولوجي من حيث إن الأيديولوجيا تعني الثورة واليوتوبيا، وهذان قد انتهتا، وليس هناك ما يدعي وجود بديل للرأسمالية المتطورة.

وفي عام 1960، صاغ دانييل بيل في كتابه الشهير نهاية الأيديولوجيا، أكثر المعادلات حدة “فأيديولوجيات القرن التاسع عشر القديمة قد أنهكت”، حيث قوضتها أهوال الشيوعية السوفيتية من جانب، ونجاح الرأسمالية الليبرالية من جانب اّخر، ومن هنا فقد بدا الأمر  – في رأي بيل – واضحاً، إن العصر الأيديولوجي قد انتهي.

وفي العقود التالية، خف – بل واضمحل – حديث الأدبيات الغربية والأمريكية بشكل خاص عن نهاية الأيديولوجيا، لكن المقولة ما لبثت أن عادت للظهور مرة أخري أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات من خلال مقالة نشرها فوكوياما في مجلة ذا نوشيونال إنترست The National Interest ، وذلك في عام 1989م، وقد جعلها فوكوياما تحت عنوان يحمل صيغة سؤال “هل هي نهاية التاريخ ؟” وبسبب ردود الفعل الحادة والواسعة التي أثارتها المقالة حينذاك، وفي السنوات اللاحقة أيضاً، أصدر فوكوياما كتابه “نهاية التاريخ والإنسان الأخير The end of History and the last man” عام 1992م، مطوراً فيه بعض زوايا الرؤية والصياغات والأفكار في نظريته مما يزيد من شموليتها ودقة تعبيرها عن وجهة نظره الكاملة([2]).

محتوي نظرية فوكوياما

  1. يذهب فوكوياما إنطلاقاً من مفهومه للتاريخ، تفسيراً وحركة ومساراً، إلي أن ثمة إجماعاً ملحوظاً ظهرت بوادره في ثمانينيات القرن الفائت في جميع أنحاء العالم حول شرعية الديمقراطية الليبرالية كنظام للحكم، وخصوصاً بعد أن لحقت الهزيمة بالأيديولوجيات المنافسة مثل الملكية الوراثية، والفاشية، والشيوعية في الفترة الأخيرة. وهذا ببساطة يعني ان الديمقراطية الليبرالية قد تشكل نقطة النهاية في التطور الأيديولوجي للإنسانية ([3]).
  2. ولا تتعلق نظرية “نهاية التاريخ” عند فوكوياما، في الديمقراطية الليبرالية كنظام للحكم وحسب، بل يؤكد أن الليبرالية الاقتصادية، هي النظام الاقتصادي الذي سيسود في نهاية التاريخ أيضاً، إذ أن المبادئ الليبرالية في الاقتصاد – أي السوق الحرة – قد انتشرت ونجحت في خلق مستويات من الرخاء المادي لم نعهدها من قبل سواء في الدول الصناعية المتقدمة أو في دول كانت وقت الحرب العالمية الثانية جزءاً من العالم الثالث الفقير، فالثورة الليبرالية في الفكر الاقتصادي كانت أحياناً تسبق، وأحياناً تبلور الاتجاه صوب الحرية السياسية في مختلف بقاع الأرض.
  3. ويري فوكوياما أن الدولة التي ستسود في نهاية التاريخ هي الدولة الليبرالية، وسبب ذلك – في اعتقاده – أن الدولة الليبرالية تتسم بأنها “دولة عقلانية” لأنها تحقق مصالحة بين {مختلف} المطالبات المتنافسة وذلك علي الأساس الوحيد المقبول من الجميع.

مسوغات النظرية

يدلل فوكوياما علي صحة نظريته بتقديم العديد من المسوغات والشواهد لعل أبرزها، إجمالاً، ما يأتي([4]) :

  • خطأ الاعتقاد القائل إن الدولة الشمولية يمكنها الاستمرار إلي ما لا نهاية، ويستند فوكوياما علي ذلك بنموذج الدولة الشيوعية ذات الطابع الشمولي، والتي كان عام 1989م شاهداً علي انهيارها الحاسم “كعامل له وزنه في تاريخ العالم”، فبعد أن تسائل قائلاً (ماذا أصاب جهاز السلطة {الشيوعية} بما يملك من اّلية تمكنه من الحفاظ علي نفسه إلي ما لا نهاية؟ قام فوكوياما باستعراض المعالم الرئيسية لاضمحلال العالم الشيوعي منذ أوائل ثمانينيات القرن العشرين حتي لحظات انهياره تماماً بانهيار الاتحاد السوفيتي منتصف عام 1991، خالصاً إلي أن “سقوط الأيديولوجية الشيوعية لم يترك في النهاية غير منافس وحيد في حلبة المصارعة باعتباره الأيديولوجيا التي يمكن أن يقتنع العالم كله بصلاحيتها، ألا وهي الديمقراطية الليبرالية.
  • إن المشكلات التي تعاني منها الديمقراطيات المعاصرة، مهما كانت مهمة مثل العجز في الميزانية، أو التضخم او الجريمة أو المخدرات، لا تشكل – في حد ذاتها – دحضاً لحقيقة أن العالم الديمقراطي الليبرالي الحديث خال من التناقضات،” فالمشكلة لا تتحول إلي تناقض إلا إذا كانت من الخطورة بحيث لا يمكن حلها في إطار النظام القائم، وبحيث تزعزع من شرعية النظام نفسه فينهار تحت وطأتها.
  • لا شئ مما طرأ علي السياسات العالمية أو الاقتصاد الكوني خلال الأعوام القليلة التي تبعت نظرية “نهاية التاريخ” يشكك في صحة هذه النظرية، فأحداث سياسية مهمة مثل اعتداءات الحادي عشر من سبتمبرفي الولايات المتحدة الأمريكية، والحرب الأخيرة علي العراق التي انتهت باحتلاله، وكذلك أحداث اقتصادية كبيرة مثل الأزمة الاقتصادية التي عصفت باّسيا في منتصف العقد الماضي، وتعطل الإصلاحات الديمقراطية في روسيا، والاهتزاز المفاجئ للنظام المالي العالمي، كل هذه الأحداث –علي أهميتها – ليست سوي أحداث “عادية”، لا ترقي إلي مستوي التاريخ العالمي، وبالتالي لن تؤثر في مساره التطوري، وبالتالي لا تشكل خطراً علي الممارسة الليبرالية بشقيها : السياسي (الديمقراطية الليبرالية)، والاقتصادي (الليبرالية الاقتصادية).

لكن أطروحة فوكوياما لم تدم طويلاً، وبدا في المجال الأيديولوجي ما عرف بالصدام بين الحضارات، عبر عنه العديد من الباحثين والمفكرين العرب والغربيين.

ثانيًا: صراع الحضارات أو صدام الحضارات Clash Of Civilization

يعبر مصطلح “صراع الحضارات” عن أن الثقافة والهوية الثقافية والتي يمكن التعبير عنها “بالهوية الحضارية” ستصبح في مرحلة ما بعد الحرب الباردة المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر.

و يعد المفكر الإنساني المغربي  د.المهدي المنجرة ([5])أول من أطلق مفهوم صراع الحضارات في حوار أجرته معه مجلة المرآة الألمانية Der Spiegel بتاريخ 11 فبراير 1991 و الذي اعتبر فيه أن حرب الخليج الأولى بمثابة الحرب الحضارية الأولى.

والمهدي المنجرة له الأسبقية في استعمال مصطلح “صدام الحضارات” على صموئيل هنتنغتون، ولكن تحت مسمى آخر، وهو الحرب الحضارية، وهذا باعتراف هنتنغتون نفسه، ففي الفصل العاشر من كتابه “صدام الحضارت” قال هنتغون “العلامة المغربي المهدي المنجرة أطلق على حرب الخليج أنها الحرب الحضارية الأولى، وهي في الحقيقة الحرب الحضاراتية الثانية، الأولى كانت الحرب الأفغانية السوفييتية 1979 ـ 1989، كلا من الحربين بدأت بغزو دولة لدولة أخرى، ولكنها تحولت بشكل واسع، وأعيد تحريرها كحرب حضارات”([6]).

ويقول المنجرة أن الدين والثقافة والإثنية هي العوامل المحددة لأي تكتل في أي حرب أو تعاون في المستقبل، فالمصالح الاقتصادية والسياسية لم تعد هي المحرك الأساسي للمعتدين، وإنما الفاعل الرئيسي في ذلك هو الخصام الحضاري والاختلاف الثقافي.

ومقاربة المنجرة للصراع تتأسس على تقسيم ثلاثي للمراحل التي تركت بصماتها على مدى تاريخ العالم خلال القرون الأخيرة، وهي على التوالي: المرحلة الاستعمارية التي حددتها الرهانات الاقتصادية، مرحلة الاستعمار الجديد و المتأثرة بالرهانات السياسية، وأخيرا مرحلة ما بعد الاستعمار التي تبدأ بعد نهاية الحرب الباردة و التي تعرف صراعا ثقافيا ناتجا عن صراع المصالح بين دول الشمال و دول الجنوب، وبداية هذا الصراع الجديد بدأ مع حرب الخليج الأولى التي كشفت عن التعارض الثقافي بين الشرق و الغرب.

د. المنجرة رسم لعالم اليوم ثلاثة تخوفات أساسية تزعج الغرب: الخوف من النمو الديموغرافي ،لأن الغرب لا يمثل إلا 20 % من سكان العالم. التخوف الآخر يتجسد في الإسلام لأن عدد المسلمين في تكاثر و هذا ما جعلهم يصلون إلى قرابة 40 % من سكان العالم. و أخيرا نجد الخوف من تطور آسيا و خاصة اليابان. أما في ما يخص أشكال الصراع الثقافي، فيرى المنجرة أن هناك خمسة محركات أساسية: الأحادية القطبية لأمريكا، القوة العسكرية والتطور الثقافي بالعراق والذي بدأ يهدد الغرب و إسرائيل، و أخيرا رغبة الغرب الملحة في التحكم في الدول التي كانت تقع في قبضة الاستعمار. وكخلاصة لقولنا نجد أن أدلة المنجرة في التحليل تستند على ما هو ثقافي بالدرجة الأولى. فهو يعتبر أن الغرب يجهل تاريخ و قيم الشرق بسبب نزعته المركزية. 

ثم جاء المفكر صامويل هنتجون، وقد أثار هنتجون جدلاً كبيراً في أوساط منظري السياسة الدولية بمقاله المعنون “صراع الحضارات” والمنشور في مجلة فورين اّفيرز عام 1993م.

وسنعرض هنا لنبذة  تاريخية عن صدام الحضارات ثم نتناول بالشرح المبسط الحديث عن أطروحة صمويل هنتغون صدام الحضارات.

نبذة تاريخية عن صدام الحضارات

يعد مفهوم الصراع Conflict من  أبرز المفاهيم المتداولة التي طفت علي سطح النقاش المحتدم بعد  انتهاء الحرب الباردة، وتفكك مفاصل الخصم التاريخي لليبرالية الديمقراطية، ومنذ تمادي حركة التبشير بنهاية التاريخ وفقاً لأطروحة “فرانسيس فوكوياما”. أثر استبعاث  أطروحة الصدام الاستراتيجي بين الحضارات، إذ يري هنتجتون أن الصدام بين الحضارات “نتيجة حتمية”، فقانون الصراع هو الذي يحكم الكون.

كما أن الإشكالية التي يطرحها موضوع “صدام الحضارات” The Clash Of Civilizations  ليست جديدة، فهي مسألة تندرج في حقيقة الأمر ضمن مرحلة معينة في مسار سياسات موغلة في القِدم.

كما إن منطق الصراع والحرب كان عبر كل الأزمنة هو المنطق السائد في الفكر العالمي والغربي بصفة خاصة،  فسادة الفكر اليوم في علم العلاقات الدولية الذين تنفذ توجيهاتهم علي أرض الواقع في المؤسسات الغربية هم ورثة اتجاهات فكرية سادت عبر القرون ورسمت طريق الحرب والمؤامرة للقادة ومشعلي الحروب([7]).

فالمفكرون والعلماء الأوروبيون في أواخر القرن التاسع وفي النصف الأول من القرن العشرين، بلوروا فكرة الصراع Conflict، وأقاموا نظرياتهم سواء في مجال العلوم البحتة أو في العلوم الإنسانية علي فكرة الصراع.

وبالتالي فظاهرة الصراع ليست جديدة علي التاريخ  الأوروبي. ويري البعض أن القانون الذي اتخذته الحضارة الغربية لحكم الصراع، هو قانون كراهية الاّخر. وهنتجتون نفسه يقول في كتابه صدام  الحضارات “لا يمكن أن يكون  هنالك أصدقاء حقيقيون دون أعداء حقيقيون، إن لم نكره ما ليس نحن فلن يمكننا أن نحب ما هو نحن”([8]).

عرض لكتاب هنتغون صدام الحضارات

في مقدمة الكتاب يحدد الكاتب الموضوع الرئيسي  في محور رئيسي هو التوحيد بين الثقافة والهوية الثقافية وبين الهوية الحضارية، فالهوية الحضارية للشعوب المختلفة هي التي تمثل أنماط التماسك والانفصال والصدام في عالم ما بعد الحرب الباردة، وينقسم الكتاب إلي خمسة أجزاء تعالج هذا الافتراض وهي علي النحو التالي:

الأول: يعالج عالم الحضارات، والذي يفرق فيه بين التحديث والتغريب، ويضع الكاتب فوارق شاسعة بينهما، ويوضح أنه يستحيل تغريب المجتمعات غير الغربية.

الثاني: الميزان المتغير للحضارات، يقدم الكاتب فيه توصيفاً للحضارات، فالغرب يتدهور ويضعف نفوذه، والحضارات الاّسيوية  تبسط قوتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية، والإسلام يتزايد سكانياً مما يؤدي إلي عدم استقرار الدول الإسلامية وجيرانها، والحضارات غير الغربية بصفة عامة تعيد تأكيد ثقافتها الخاصة.

الثالث: نظام الحضارات الناشئ، ويرصد فيه نظاماً عالمياً ناشئاً قائماً علي تأسيس حضارة واحدة بين المجتمعات التي تشترك في علاقات ثقافية متقاربة.

الرابع: صدام الحضارات، ويتناول صدام الغرب مع الحضارات الأخري بسبب دعوته إلي العالمية، ويري الكاتب أن أخطر الحضارات علي الحضارة الغربية هي الحضارة الإسلامية والصينية، ويتنبأ بصدام دامٍ بين المسلمين وغير المسلمين.

الخامس: مستقبل الحضارات، وفيه يقدم الكاتب دعوة للحفاظ علي الحضارة الغربية والذي تلعب فيه الولايات المتحدة الأمريكية دوراً رئيسياً، لتجنب الحرب الكونية بالحفاظ علي الحضارة الأوروبية والغربية أمام الخطر القادم من الحضارات غير الغربية.

ويقول هنتجتون بأن الحضارت تحمل في جيناتها عوامل وراثية تحمل الصدام بينها، ويري أن الصراع الذي دام أربعين سنة بين القطبين الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي المنهار والعالم الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية كان صراعاً أيديولوجياً.

وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي فإن العالم يسير من نظام ثنائي القطبية إلي نظام متعدد الأقطاب  والحضارات، قسمه هنتجتون إلي عدة حضارات وهي (الحضارة الغربية والآخرين وقد سماهم الحضارة الإسلامية، الحضارة الهندية، الحضارة اليابانية، الحضارة البوذية، الحضارة الأرثوذكسية، الحضارة الأفريقية، الحضارة اللاتينية).

يري هنتجتون أن صراعات ما بعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول  القومية واختلافاتها السياسية والاقتصادية، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيس للنزاعات والحروب بين الحضارات، لأن الأيديولوجيا قد تتغير بخلاف الثقافات والأديان.  كما يري أن  العوامل الثقافية المشتركة كالدين مثلاً تساعد في تكتلات اقتصادية متماسكة وهو ما سيؤدي إلي نمو الهويات الإثنية والثقافية للحضارات وتغلبها علي الإختلافات الأيديولوجية فيما بينها.

وركز هنتجتون علي الإسلام وقال بأن حدوده دموية وكذا مناطقه الداخلية، مشيراً إلي صراعات المسلمين مع الديانات الأخري مثل الصراع في السودان بين  شماله وجنوبه، كما ركز علي الصراع بين الهند وباكستان وركز علي الخلافات داخل الهند نفسها بين المسلمين والهندوس.

هنتجتون يحدد الصراع في النهاية أنه بين العالم المسيحي بقيمه العلمانية من جهة والعالم الإسلامي من جهة أخري.

ويضع عدة سيناريوهات لعلاقات الغرب مع الاّخرين، إذ يقول هنتجتون بأن الغرب لا يواجه تحدي إقتصادي من أحد، فهو يعترف أن قرارات الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي تخدم مصالح الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وإن جاءت متنكرة باسم المجتمع الدولي.

والمواجهة يراها قادمة لا محالة مع الإسلام خاصة ومع روسيا وربما مع الصين لاحقاً.

خطورة النظرية تتجلي في كونها تستبعد فكرة التعاون أو الحوار بين الحضارات والشعوب، واستخدمت كذريعة من جانب المحافظين الجدد لشن الحروب.

ثالثًا: حوار الحضارات Dialogue of Civilization

الحوار بين الحضارات هو مشروع مستقبلي يستهدف مجاوزة حالة النفور والحرب الخفية القائمة اليوم، ويتطلع إلي غد قوامه الحوار والتفاهم والسلام، وبالتالي إرساء القواعد المكينة لمجتمع إنساني تعددي([9]).

ويعرَّف حوار الحضارات أيضاً بأنه حالة من التشاور والتفاعل والقدرة علي  التكيف بين الشعوب المختلفة بما تحمله جميع الأطراف من أفكار مخالفة، والقدرة علي التعامل مع جميع الأفكار والاّراء السياسية والدينية والثقافية، ويكون الهدف من هذا الحوار القدرة علي التعارف والتواصل والتفاعل والاحتكاك الحضاري بين الشعوب، ويمكن الاستفادة من قيم الحضارات المختلفة وتبادلها عند حصول الحوار الحضاري.

كما إن قضية السلام العالمي والحوار أصبحت في عالمنا المعاصر من أهم القضايا التي تهم البشرية كلها. فعلى السلام العالمي وتوازن القوى وتحقيق العدل والالتزام بمبادئ العدالة يتوقف مستقبل البشرية، فإن أسلحة الدمار الشامل التي أعدتها القوى العالمية الكبرى تكفي لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات.

ويزداد الوضع خطورة عندما نرى بعض المسؤولين وكبار رجال الثقافة والمعرفة في الدول الكبرى يهددون الأمم والحضارات، ويتنبؤون بصدام عالمي بين الحضارات، صدام إذا حدث فسوف يؤدي إلى القضاء على كثير مما حازت عليه البشرية من تقدم ورخاء وعلوم ومعارف منذ آلاف السنين.

فيعتبر حوار الحضارت واحداً من التحديات التي يواجه بها العالم – كل العالم – نعرات العنصرية، وتقسيم العالم بين أسياد وعبيد إستناداً إلي تمايزات في الجنس أو اللون أو الدين أو المنتوج الحضاري، وينطلق هذا الحوار من فرضية أن أحداً ليس من حقه أن يحتكر الحضارة الإنسانية لحسابه الخاص، لأنها – بالأساس – هي محصلة جهود ونضالات واختراعات شعوب الأرض قاطبة([10]).

ولا يمكن إنقاذ البشرية من هذا المصير إلا عن طريق الحوار السلمي المستمر بين الحضارات وأتباع الديانات، كما لا يمكن معالجة كثير من المشكلات والقضايا التي تواجهها الإنسانية بأسرها إلا عن طريق حوار يتمتع بالحرية والمساواة بين المتحاورين. فالحوار هو السبيل الوحيد للتعاون بين الحضارات، والتعايش الاجتماعي والاقتصادي، والمساهمة في السلام العالمي والإسهام في حل الإشكاليات العالمية.

وهنا تتجلى أهمية الحوار بين الحضارات الكبرى التي تمثل الحصيلة المشتركة للبشرية في مجالات المعرفة والثقافة وإنجازات العلوم والتقنية.

ويعتبر مالك بن نبي من المفكرين الذين اهتموا بدراسة الحضارة ومشكلاتها،حيث أنه عاش الفترة الاستعمارية في الجزائر ووقف علي الممارسات الوحشية التي تبناها الاستعمار في تعامله مع الشعب الجزائري، ولما سافر إلي فرنسا زادت معرفته بهذا الاستعمار عن طريق التهميش والإقصاء الذي كان يفرضه علي المسلمين عامة والجزائريين خاصة.

ومن هنا بحث مالك بن نبي عن حقيقة هذا الصراع القائم بين حضارتين متباينتين من حيث القيم والأهداف، فألف مؤلفات كثيرة تدور كلها حول مشكلة الحضارة، فتتبع الصراع الثقافي والديني والاجتماعي وما نتج عنه من اّثار سلبية علي الفرد والمجتمع، فخلف الاستعمار في البلدان المستعمرة جيلاً مشوه الهوية، كما ترك وراءه مجتمعات تعمها الفوضي الأخلاقية والعلاقات المتقطعة التي حكمت علي كل عمل بالفشل لأنه يفتقر للفاعلية التي يستوجبها العمل الجماعي، كما عمد الاستعمار إلي فرض هيمنته علي كل نشاط فكري يظهر في أي بلد إما لوأده في مهده أو التشكيك في نوايا المنادين به وبذلك يضمن محاربة المجتمع من الداخل لهذا النشاط، كما ركز مالك بن نبي علي ضرورة حوار الحضارات([11]).

تعارف الحضارات “إسهامات روجيه غارودي”…الفكرة والخبرة والتأسيس

 هذا وقد أشار الكاتب والباحث والمفكر الإسلامي زكي الميلاد في كتاب “تعارف الحضارات: رؤية جيدة لمستقبل العلاقات بين الحضارات” إلي إسهامات روجيه غارودي  في هذا الصدد، حيث يقول: في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين، تبني المفكر الفرنسي المعروف روجيه غارودي، هذه الدعوة والتي شرحها في كتابه الشهير “من أجل حوار بين الحضارات Pour un dialogue des Civilisation” الصادر سنة 1977م، الكتاب الذي يمكن وصفه بمثابة مرافعة محكمة في الدفاع عن قضية حوار الحضارات، وتميز بمنطق شديد التماسك، وبخطاب موثق بالشهادات والوقائع والحقائق، وظهر غارودي في هذا الكتاب كأحد أكثر المنظرين والمتحمسين لهذه الفكرة التي عرف بها واشتهر بها عالمياً[12].

هذه الدعوة في أطروحة غارودي مرت بثلاثة أطوار زمنية وفكرية، وهذه الأطوارهي:

  1. الطور الأول: الدعوة للحوار بين الماركسية والمسيحية، وذلك حينما كان غارودي مفكراً في الحزب الشيوعي الفرنسي، وكان يصف نفسه اّنذاك بالمحرك الرئيسي لهذه الدعوة في فرنسا وأوروبا، طيلة إثنتي عشرة سنة، وكانت الغاية من هذه الدعوة عند غارودي هي بناء العلاقة بين التحرر والإيمان، التحرر الذي تمثله الماركسية، والإيمان الذي تمثله المسيحية.
  2. الطور الثاني: في سنة 1968م، اعتبر أن الحوار بين الماركسيين والمسيحيين سوف يظل إقليمياً حسب تعبيره، ولن يتقدم إلا في نطاق منطقة ثقافية واحدة، وهي منطقة الغرب، وأنه من الأهمية في نظره التحول نحو إدارة هذا الحوار علي مستوي الحضارات. وكانت الغاية من هذا الحوار في نظر غارودي هي بناء العلاقة بين الإيمان والتاريخ، الإيمان والعالم، الإيمان الذي يعطي الشعوب القوة والأمل في تغيير العالم والحياة.
  3. الطور الثالث: التركيز علي الحوار بين الغرب والإسلام، وهي الدعوة التي ظهرت واضحة ومتجلية في الكتاب الذي أصدره غارودي سنة 1981 بعنوان “وعود الإسلام”، حيث اعتبر غارودي أن العقبة الرئيسية التي تقف في وجه حوار الحضارات هي النظرة التي حملها الغرب منذ مئات السنين عن الإسلام، وأن النظرة للإسلام في رؤية غارودي إنما تتعلق بمستقبلنا، مستقبل البشرية الذي يتعرض مصيره للخطر، فالإسلام قوة حية ليس كامناً فقط في ماضيه وإنما في كل ما يمكن أن يقدمه لصنع المستقبل.

وقد تأكدت قناعة غارودي بالإسلام الذي أعلن اعتناقه له سنة 1982م، ووجد فيه الأبعاد الإنسانية المطلوبة، والفرص المفقودة في أنظمة الغرب الثقافية والفلسفية والاجتماعية والاقتصادية، لذلك أولي أهمية للدفاع عن الإسلام والتعرف عليه واكتشاف جمالياته ، ومن ثم تركيز النقد علي الغرب في رؤيته وأنماط تعامله مع الإسلام، ومع التراث الإسلامي الذي يصفه بالتراث الثالث المكون للتراث الغربي، والذي رفضه الغرب كما يقول غارودي منذ ثلاثة عشر قرناً، التراث الذي كان باستطاعته ولا يزال في نظر غارودي ليس الإصلاح بينه وبين حكم العالم فحسب، بل مساعدته بالتعرف علي  الأبعاد الإنسانية والإلهية التي انفصل عنها، عندما نمّي أحادياً إرادته للسيطرة علي الطبيعة والناس([13]).

وما يعزز هذه القناعة عند غارودي رؤيته بأن الإسلام “لم يكمل ويُخصب وينشر أقدم وأرفع الحضارات فحسب، كحضارة الصين والهند وفارس واليونان والإسكندرية وبيزنطة، بل حمل إلي إمبراطوريات مفككة وحضارات ميتة، روح حياة جماعية جديدة، وأعاد إلي الناس ومجتمعاتهم أبعادهم الإنسانية والإلهية من تسام وتوحد. كما أعاد خميرة تجديد العلوم والفنون والحكمة التنبؤية والقوانين([14]).

وتساءل غارودي في كتابه – وعود الإسلام – قائلاً “لقد أنقذ الإسلام في القرن السابع الميلادي، إمبراطوريات كبيرة متهاوية، فهل يستطيع اليوم أن يحمل لنا جواباً عن قلق ومشاكل الحضارة الغربية؟؟

ويقول غارودي في كتابه “الإسلام في الغرب” بأن نهضة أوروبا الأولى لم تبدأ في إيطاليا، وإنما في إسبانيا خلال القرن الثالث عشر، النهضة التي كانت وعداً مشرقاً في إسبانيا. ويستشهد برأي المستشرق الهولندي دوزي (1820- 1883)، الذي عرف باهتمامه بحضارة العرب في كتابه ( تاريخ مسلمي إسبانيا) إذ يري أن الفتح العربي كان خيراً لإسبانيا، لأنه أحدث ثورة اجتماعية هامة، وقضي علي قسم كبير من الشرور التي كانت ترزخ البلاد تحتها من قرون([15]).

وانطلق غارودي من مقولة حوار الحضارات باعتبار أن الغرب هو المعني بهذه الدعوة لحوار الحضارات، بقصد تصحيح مساراته بعد أن وصل إلي مأزق حضاري خطير.

فقد اكتشف غارودي بفكره النقدي، ومعرفته الواسعة، وانفتاحه علي الثقافات غير الأوروبية، بوجود أزمة حضارية عميقة في الغرب والحضارة الغربية،  ولا سبيل لتجاوز هذه الأزمة وتداركها في نظره. إلا بالانفتاح علي الحضارات الأخري غير الأوروبية، والتحاور معها، والتعلم منها لاكتشاف ما يسميه بالفرص المفقودة، والأبعاد الإنسانية والأخلاقية المطلوبة، التي نمت في الحضارات والثقافات غير الأوروبية.

وهذه الأزمة التي يعيشها الغرب في الربع الأخير من القرن العشرين، إنما ترجع في جذورها حسب رأي غارودي، إلي عصر النهضة، الذي ولدت معه الرأسمالية والاستعمار معاً، وما صاحبه من تنكر وهدم لجميع الثقافات غير الأوروبية، فقد اتبعت الحضارة الغربية في نموها وتقدمها من القرن السادس عشر وحتي نهاية القرن العشرين، طريقة أوصلتها كما يعتقد غارودي إلي أزمة داخلية عميقة، حددها في ثلاثة أبعاد شرحها في كتابه “حوار الحضارات” وهي :

  • رجحان جانب العمل بالشكل الذي يتحول فيه الإنسان إلي مجرد اّلة للإنتاج والاستهلاك، ويفقد جوهره المعنوي والأخلاقي.
  • رجحان جانب العقل، واعتباره قادراً علي حل جميع المشكلات، بحيث لا توجد مشكلات حقيقية إلا تلك التي يستطيع العلم حلها. والنتيجة بعد ذلك هي عدم القدرة علي تحديد الغايات الحقيقية، والسيطرة علي الوسائل.
  • رجحان جانب الكم، وجعله معياراً ومقياساً لا نهائياً، بحيث يصبح النمو باعتباره نمواً كمياً صرفاً في الإنتاج والاستهلاك.

ويري غارودي أن حضارة تقوم علي هذه الأبعاد الثلاثة، إنما هي حضارة مؤهلة للانتحار.

وعلي ضوء هذا التحليل لأزمة الثقافة والحضارة الغربية يبلور غارودي نظريته لحوار الحضارات ناظراً بها إلي الغرب، بوصفها طريقاً لإنقاذه وتصحيح مساراته، وتشكلت هذه النظرية علي أساس المرتكزات التالية([16]):

  • الاهتمام بالحضارة اللاغربية في مجال الدراسات وجعلها بمنزلة تعادل في أهميتها الثقافة الغربية.
  • ضرورة أن يشغل مبحث الجمال منزلة يعادل في أهميته تعلم العلوم والتقنيات.
  • جعل الاهتمام بالمستقبل، يعادل في أهميته من حيث التفكير والغايات والأهداف أهمية التاريخ وعلم التاريخ.

هذه النظرية التي كونها غارودي لحوار الحضارات، أراد بها أن يخاطب الغرب بصورة أساسية: “حوار الحضارات أصبح ضرورة عاجلة لا سبيل لردها، إنه قضية بقاء، لقد بلغنا حد الخطر، بل لعلنا تجاوزناه، إن مهمتنا بعد الفوضي التاريخية الضائعة، وضياع أبعاد الرجل الغربي، هي استئناف حوار حضارات الشرق والغرب، من أجل وضع حد لحوار الذات الغربي الانتحاري..وإدراك هذا النقص وإدراك ما ندين به للثقافات  والحضارات غير الغربية، هو اليوم علي ما نظن السبيل الوحيد الذي بقي مفتوحاً أمامنا للخروج من مأزق الخوف”([17]).

ولعله إلي اليوم لم تتبلور نظرية أخري لحوار الحضارات، في مستوي نظرية غارودي وتماسكها وخبرتها ودرجة انفتاحها. والأطوار والانتقالات التي مر بها من المسيحية إلي الماركسية، ومن ثم إلي الإسلام، فلم يكن غارودي مجرد  داعية لحوار الحضارات، بل كان مثالاً تطبيقياً لهذه الدعوة في تجربته الفكرية.

أما القيمة الرئيسية في نظرية غارودي فهي تتمثل في النقد الذي وجهه للغرب، وأراد به أن يدفعه لمراجعة ذاته وتراثه وتاريخه، وأن يغير من نظرته إلي العالم، ويدخل في مصالحة مع الحضارات غير الغربية، والاستفادة والتعلم منها، واكتشاف مستقبله المشترك مع بقية العالم، وليس مستقبله الذي لا يري فيه إلا ذاته. وقيمة هذا النقد أنه يأتي من مفكر غربي واسع الثقافة والمعرفة، ومنفتح علي الثقافات والحضارات غير الأوروبية.

وكان بالإمكان لأفكار غارودي ان تكون لها فاعلية وشأن، لو انفتح الغرب عليها، وقَبِل الإصغاء إليها وتفهمها. لكن مع ذلك بقيت أطروحة غارودي مجرد دعوة لم تتحول إلي تيار فاعل ومؤثر في الغرب والثقافة الغربية. وبقيت هذه الأفكار مجرد طموحات واّمال غاية في النبل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* باحث ماجستير في العلوم السياسية، جامعة القاهرة.

[1] – حمد سيف حيدر النقيد،” نظرية نهاية التاريخ، وموقعها في إطار توجهات السياسة الأمريكية في ظل النظام الهالمي الجديد”، (مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الطبعة الأولي، 2007)، ص 42.

[2] – عُباد كُحيلة، “التقاء الحضارات في عالم متغير :حوار أم صراع“، (مركز البحوث والدراسات الإجتماعية، كلية الأداب، جامعة القاهرة، الطبعة الأولي، 2003م)، ص 7.

[3] – مرجع سبق ذكره،” نظرية نهاية التاريخ، وموقعها في إطار توجهات السياسة الأمريكية في ظل النظام الهالمي الجديد”، (مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الطبعة الأولي، 2007)، ص 49.

[4] – مرجع سبق ذكره ، “نظرية نهاية التاريخ، وموقعها في إطار توجهات السياسة الأمريكية في ظل النظام الهالمي الجديد“،ص ص 61-64.

[5] – المهدي المنجرة (1933- 2014 ) المفكر المغربي وعالم المستقبليات الشهير، درس معطيات الماضي والحاضر لاستشراف المستقبل، فاستشرف أحداثاً عالميةً كثيرةً، فبالإضافة إلى حديثه عن حرب الخليج الأولى، التي سماها الحرب الحضارية، قبل وقوعها، تنبأ بالربيع العربي منذ 2006 في كتابه «الانتفاضة في زمن الذلقراطية»، كما أنه تنبأ بالأزمات الاقتصادية والمالية التي تعصف بالعالم منذ 2008، من خلال أطروحته « الميغا إمبريالية».

[6] – صامويل هنتجون، ترجمة، طلعت الشايب،” صدام الحضارات: إعادة صنع النظام العالمي”،( مصر، 1998م)، ص 399.

[7] – صامويل هنتجون، ترجمة، طلعت الشايب،” صدام الحضارات: إعادة صنع النظام العالمي”،( مصر، 1998م)، ص 24.

[8] – بريهان الجاف،” قراءة في تفكير الغرب”،( جريدة الحوار المتمدن، 23 مايو 2009)، علي الرابط التالي : http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=172718&r=0

[9] – زكي الميلاد، صلاح الدين الجوهري،”تعارف الحضارات : رؤية جديدة لمستقبل العلاقات بين الحضارات“،( دار الكتاب اللبناني، بيروت، 2014)، ص 245.

[10] – وليد محمود عبدالناصر،” حوار الحضارات”، ( الموسوعة السياسية للشباب، داري نهضة للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولي، 2007م)، ص 3.

[11] – فاطمة بور،” صراع الحضارات في فكر مالك بن نبي”،( مجلة اّفاق علمية،العدد الثاني عشر، ديسمبر 2016 جامعة بودواو بومرداس، الجزائر)، ص 230.

[12]  مرجع سبق ذكره. تعارف الحضارات: رؤية جديدة لمستقبل العلاقات بين الحضارت”. ص ص. 55- 64.

[13] – روجيه غارودي، “وعود الإسلام”،( بيروت، الدار العربية، 1984م)، ص 19.

[14] -مرجع سبق ذكره، “وعود الإسلام”، ص 19.

[15] – روجيه غارودي،” الإسلام في الغرب: قرطبة عاصمة الروح والفكر “،ترجمة محمد مهدي الصدر (بيروت، دار الهادي، 1991)، ص 51.

[16] – روجيه غارودي، ترجمة، عادل العوا “حوار الحضارات”، ( بيروت، منشورات عويدات، 1987)، ص 186.

[17] – مرجع سبق ذكره، “حوار الحضارات”، ص 23.

عن أحمد محمد علي

شاهد أيضاً

دراسات حول الصهيونية

مركز خُطوة للتوثيق والدراسات

في الخطاب والمصطلح الصهيوني

الصهيونية وخيوط العنكبوت

الصهيونية والحضارة الغربية الحديثة

الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ

مفهوم نهاية التاريخ عند المسيري وفوكوياما

أ. أحمد محمد علي

نهاية التاريخ مفهوم سياسي وفلسفي يفترض أن نظامًا سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا معينًا قد وصل إلى مستوى من الاكتمال والنضج بحيث يشكل نقطة النهاية لتطور البشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.