تقسيم المصحف الشريف: تاريخ وحِكم!
د. هاني محمود حسن*
في شهر رمضان –شهر القرآن- المبارك يزداد إقبال المسلمين على كتاب الله تعالى، ملتمسين من أنواره أقباسًا نورانية تغسل القلوب من أدران الشهوات، وتزيح عن الأفئدة كثافة حجب الشبهات التي تتراكم طبقاتها على القلب غير الموصول حبله بأنوار الفرقان الحكيم، حتى إذا ما أشرقت شمس الفيوض القرآنية على صفحة القلوب الوجلة بددت عن ساحتها من غيوم الفتن ما شاء الله، على قدر مثول العبد بقلبه في ساحة التدبر. وفي هذه الأجواء الرمضانية يرتبط المسلمون بأجزاء القرآن الثلاثين، راغبين في ختم جزء أو أكثر في كل يوم، بحيث تكمل لهم على نهاية الشهر ولو ختمة، تخرجهم من زمرة الذين اتخذوا القرآن مهجورا. فهل سألنا أنفسنا يوما كيف تم هذا التقسيم البديع للمصحف الشريف؟ وما صلته بجهود القراء في خدمة دستور الإسلام الخالد؟
إن من نعم الله تعالى على هذه الأمة أن منَّ عليها بأعظم كتاب أنزل على خير رسول صلى الله عليه وسلم، وقد استقبلت الأمة الإسلامية هذه المنحة الربانية على خير ما يكون الاستقبال، فلم يدخر علماؤها وقراؤها وسعًا في خدمة هذا الكتاب الجليل بما يليق بقدره العظيم، وكان من نتاج هذه الخدمة ما هدى الله تعالى العلماء إليه من تجزئة القرآن الكريم على نحو يسهل حفظه وتلاوته، وينشط قارئه ويبعثه على المزيد، من غير كلل ولا ملل.
ولقد نزل القرآن الكريم مقسما من عند الله تعالى إلى آيات وسور، وذلك لحِكَم جليلة، بيَّنها الزمخشري بقوله: “فإن قلت: ما فائدة تفصيل القرآن وتقطيعه سوراً؟ قلت: ليست الفائدة في ذلك واحدة. ولأمرٍ ما أنزل اللَّه التوراة والإنجيل والزبور -وسائر ما أوحاه إلى أنبيائه- على هذا المنهاج مسوّرة مترجمة السور. وبوّب المصنفون في كل فنّ كتبهم أبوابا موشحة الصدور بالتراجم. ومن فوائده: أنّ الجنس إذا انطوت تحته أنواع، واشتمل على أصناف، كان أحسن وأنبل وأفخم من أن يكون بيانًا واحدًا. ومنها أن القارئ إذا ختم سورة أو بابا من الكتاب ثم أخذ في آخر كان أنشط له وأهز لعِطفه([1])، وأبعث على الدرس والتحصيل منه لو استمر على الكتاب بطوله. ومثله المسافر، إذا علم أنه قطع ميلًا، أو طوى فرسخًا، أو انتهى إلى رأس بريد: نفس ذلك منه، ونشَّطه للسير. ومن ثم جزَّأ القرّاءُ القرآنَ أسباعًا وأجزاءً وعشورًا وأخماسًا. ومنها: أن الحافظ إذا حذق السورة اعتقد أنه أخذ من كتاب اللَّه طائفة مستقلة بنفسها لها فاتحة وخاتمة، فيعظم عنده ما حفظه، ويجل في نفسه ويغتبط به. ومنه حديث أنس رضى اللَّه عنه: «كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران، جد فينا([2])» ومن ثمة كانت القراءة في الصلاة بسورة تامة أفضل. ومنها: أنّ التفصيل سبب تلاحق الأشكال والنظائر وملاءمة بعضها لبعض. وبذلك تتلاحظ المعاني ويتجاوب النظم، إلى غير ذلك من الفوائد والمنافع([3])“
ثم هُدِي قراء الصحابة الكرام إلى تقسيم سور القرآن إلى سبعة أحزاب يضم كل حزب منها مجموعة من السور بحيث يتمكن القارئ من ختم القرآن في أسبوع. وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ سَأَلَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: ثَلَاثٌ وَخُمْسٌ وَسَبْعٌ وَتِسْعٌ وَإِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلَاثَ عَشْرَةَ وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ مِنْ ق حَتَّى يَخْتِمَ. والأعداد المذكورة في هذه الرواية هي أعداد السور التي يتضمنها كل حزب. وفق هذا الأثر تكون أحزاب القرآن الكريم زمن الصحابة سبعة أحزاب، هكذا: الحزب الأول فيه ثلاث سور هي: البقرة وآل عمران والنساء. الحزب الثاني فيه خمس سور هي: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة. الحزب الثالث: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل. الحزب الرابع: من الإسراء إلى آخر الفرقان. الحزب الخامس: من الشعراء إلى نهاية يس. الحزب السادس: من الصافات إلى نهاية الحجرات. الحزب السابع: من ق إلى نهاية الناس([4]).
ولا شك أن هذا “التسبيع” ييسر على القراء ختم المصحف، لكن ليس كل القراء تسمو همتهم لختم القرآن في أسبوع، ومنهم من يضيق وقته عن ذلك القدر، فاحتاج الناس إلى تقسيم المصحف على نحو يحقق المزيد من التيسير على راغبي الختم بعد أن ضعفت الهمم عن همم أصحاب الأجيال الأولى. فتتابع القراء على خدمة المصحف الشريف والتي منها التفنن في تقسيمه بما يحقق المزيد من التيسير على قراء القرآن الراغبين في ختمه والخروج من إطار الهجران له، فظهرت طريقة أخرى في تقسيم القرآن الكريم: لا بناء على عدد السور، بل بناء على أساس آخر.
المرحلة الثانية في تقسيم المصحف:
تقدم فيما سبق: أن أول تقسيم للمصحف الشريف هو ما قام به الصحابة الكرام من تسبيع القرآن الكريم إلى سبعة أحزاب، بحيث يتيسر ختمه في كل أسبوع، وكان ما تقدم من التقسيم على أساس السور، بحيث يشتمل كل حزب من الأحزاب السبعة على عدد من السور، فلما كان زمن الحجاج بن يوسف (المتوفى سنة 110هـ) أراد أن ينحو منحى آخر في تقسيم المصحف الشريف، وهو أن يقسم القرآن على أساس عدد الحروف، فجمع لهذا العلماء والقراء، فأحصوا حروف القرآن ثم قاموا بقسمته إلى قسمين متساويين من حيث عدد الحروف، وقاموا بتثليث القرآن كذلك، وتربيعه ……. إلخ([5]).
جاء في كتاب المصاحف لابن أبي داود:
“جمع الحجاج بن يوسف الحفاظ والقراء […] فقال: ” أخبروني عن القرآن كله، كم هو من حرف؟ قال: فجعلنا نحسب، حتى أجمعوا أن القرآن كله ثلاثمائة ألف حرف وأربعون ألفا وسبعمائة ونيف وأربعون حرفا. قال: فأخبروني إلى أي حرف ينتهي نصف القرآن، فحسبوا فأجمعوا أنه ينتهي في الكهف {وليتلطف} [الكهف: 19] في الفاء. قال: فأخبروني بأسباعه على الحروف قال يحيى: على عدد الحروف قال: فإذا أول سبع في النساء {فمنهم من آمن به ومنهم من صد} [النساء: 55] في الدال، والسبع الثاني في الأعراف {أولئك حبطت} في التاء، والسبع الثالث في الرعد {أكلها دائم} [الرعد: 35] في الألف آخر {أكلها}، والسبع الرابع في الحج {لكل أمة جعلنا منسكا} [الحج: 67] في الألف، والسبع الخامس في الأحزاب {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة} [الأحزاب: 36] في الهاء، والسبع السادس في الفتح {الظانين بالله ظن السوء} [الفتح: 6] في الواو، والسابع ما بقي من القرآن. قال فأخبروني بأثلاثه قالوا: الثلث الأول رأس مائة آية من براءة، والثلث الثاني رأس إحدى ومائة من طسم الشعراء، والثلث الثالث ما بقي من القرآن.” وعن أبي محمد الحماني قال: ” وسألنا [أي: الحجاج] عن أرباعه، فإذا أول ربع خاتمة سورة الأنعام، والربع الثاني الكهف {وليتلطف} [الكهف: 19]، والربع الثالث خاتمة الزمر، والرابع ما بقي من القرآن” قال: وقال مطهر بن خالد: عن أبي محمد الحماني قال: علمناه في أربعة أشهر، وكان الحجاج يقرؤه في كل ليلة ([6])».
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: “قد علم أن أول ما جُزِّئَ القرآن بالحروف تجزئةَ: ثمانية وعشرين، وثلاثين، وستين، هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب في أثناء السورة، وأثناء القصة ونحو ذلك؛ كان في زمن الحجاج وما بعده، وروي أن الحجاج أمر بذلك، ومن العراق فشا ذلك، ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك” ([7]). وذكر الشيخ محمد طاهر بن عبد القادر الكردي -المكي الشافعي الخطاط (المتوفى: 1400هـ- في كتابه: تاريخ القرآن: أن تقسيم القرآن إلى أجزاء وأحزاب تم في زمن الحجاج([8]). وقيل: إن الحجاج وقف في التقسيم عند سبعة أجزاء([9])، أي: قسم القرآن على سبعة أجزاء متساوية من حيث عدد الحروف، ثم بدأ غيره من بعده ينظرون في تجزئة القرآن تجزئة تمليها الآيات، فقسموه أنصافا، وأثلاثا، وأرباعًا، وأخماسًا، وأسداسًا، وأسباعًا، وأثمانًا، وأتساعًا، وأعشارًا.
وبشكل عام فقد شهد زمن الحجاج بن يوسف الثقفي شهد حركة واسعة في خدمة المصحف الشريف كان من نتائجها: ما جرى من التوسع في تقسيم المصحف الشريف إلى مقادير متساوية؛ بناء على إحصاء عدد الكلمات، بينما كان التقسيم قبل هذه الحقبة يتم على أساس عدد السور التي يتضمنها كل حزب من الأحزاب السبعة التي دار عليها التقسيم في عصر الصحابة، فاتجه القراء لتقسيم المصحف على أساس عدد الكلمات؛ لما يحققه هذا التقسيم من تحديد أدق للوقت اللازم لقراءة كل قسم.
ولم يقف التيسير عند هذا الحد الذى انتهى إليه الذين جاؤوا في إثر الحجاج، بل نرى الميسّرين أرخوا للقارئين إلى أن يبلغوا بهم الثلاثين، فإذا القرآن الكريم مجزءًا إلى ثلاثين جزءا([10]). فجاء الإمام القارئ أبو بكر بن عياش الكوفي -المتوفى سنة 194ه- فقسم القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءا على أساس عدد الحروف بحيث تتساوى الأجزاء الثلاثون في عدد الحروف التي يضمها كل جزء، حتى يسهل على القارئ أن يختم القرآن الكريم في كل شهر مرة([11]). فلوحظ في تقسيم القرآن الكريم إلى أجزائه الثلاثين جانب اللفظ لا جانب المعنى؛ ولذا تجد نهاية جزء وبداءة آخر حيث لا يزال الكلام في معنى واحد لم يتم بعد([12]).
ويمكن الجمع بين القولين بأن فكرة تقسيم المصحف الشريف إلى أقسام متساوية على أساس عدد الحروف بدأت في زمن الحجاج، ثم تتابع العلماء من بعد الحجاج على تطوير هذا التقسيم حتى قام الإمام أبو بكر بن عياش فزاد التقسيم إلى ثلاثين جزءًا. إذن، فتجزئة القرآن ثلاثين جزءا لم تغب عن القرن الثاني الهجري، ولا يبعد أن تكون دون منتهاه بكثير، فقد كان مولد أبى بكر بن عياش سنة ست وتسعين من الهجرة.
وهذه التجزئة الأخيرة، أي: تجزئة القرآن ثلاثين جزءا، هي التجزئة التي غلبت وعاشت، ولعل ما ساعد على غلبتها يسرها، ثم ارتباطها بعدد أيام الشهر، ونحن نعلم كم تجد هذه التجزئة إقبالا عظيمًا في شهر رمضان من كل عام، وما نظن الذين جزؤوا انتهوا إلى هذه التجزئة الأخيرة في مرحلة واحدة متجاوزين التجزئة العشرية إلى التجزئة الثلاثينية، والذي نقطع به أنه كانت ثمة تجزئات بين هاتين المرحلتين لا ندرى تدرجها، ولكن يعنينا أن نقيّد أن ثمة تجزئة تقع في عشرين جزءا، تحتفظ بها مكتبة دار الكتب المصرية([13]).
وبهذه التجزئة- أي إلى ثلاثين جزءا- أصبح القرآن يعرض أجزاء منفصلة كل جزء على حدة، وأصبحنا نراه في المساجد، لا سيما في شهر رمضان، محفوظا في صناديق بأجزائه الثلاثين، كل مجموعة في صندوق، يقدمه الراغبون في الثواب إلى المختلفين إلى المساجد رغبة في تلاوة نصيب من القرآن. وأصبح يطلق على مجموعة هذه الأجزاء الثلاثين اسم رَبعة. والرّبعة في اللغة: الصندوق أو الوعاء من جلد([14]).
ولكن هذا التيسير الأخير جر إلى تيسير آخر يتصل به، وما يشك في أن الدافع إليه كان التيسير هنا على الحافظين، بعد أن كان التيسير قبل على القارئين، وفرق بين أن تيسّر على قارئ وبين أن تيسر على حافظ. من أجل هذه كان تقسيم الأجزاء الثلاثين إلى أحزاب، كل جزء ينقسم إلى حزبين بحيث يقرأ المسلم حزبا بالنهار وحزبا بالليل، ثم تقسيم الحزب إلى أرباع، كل حزب ينقسم إلى أربعة أرباع.
وعلى هذا التقسيم الأخير طبعت المصاحف، واعتمد هذا التقسيم على الجانب الراجح بين القراء في عدد الآيات، فالمدنيون الأول يعدون آيات القرآن 6000 آية، والمدنيون المتأخرون يعدون آيات القرآن 6124 آية، والمكيون المتأخرون يعدون آيات القرآن 6219 آية، والكوفيون يعدون آيات القرآن 6263 آية، والبصريون يعدون آيات القرآن 6204 آية، والشاميون يعدون آيات القرآن 6225 آية، وفى هذا الخلاف كان ثمة ترجيح، وثمة اتفاق وثمة تغليب. وقد انبرى لهذا «السّفاقسي» في كتابه «غيث النفع» معتمدًا على رجلين سبقاه في هذه الصناعة، هما: أبو العباس أحمد بن محمد بن أبى بكر القسطلاني في كتابه «لطائف الإشارات في علم القراءات»، والقادري محمد، وكتابه «مسعف المقرئين»، وانتهى إلى الرأي الراجح أو المتّفق عليه، وبهذا أخذ الذين أشرفوا على طبع المصحف طبعته الأخيرة في مصر، وخرج يحمل الإشارات الجانبية الدالّة على مكان الأجزاء والأحزاب وأرباع الأحزاب([15]).
ثم أراد بعض علماء الأتراك أن يقسموا الجزء بحيث يضم كل جزء عشرين صفحة، وفي كل صفحة 15 سطرًا، بحيث يقرأ المسلم صفحة منها في كل ركعة من الركعات العشر التي يسن فيها القراءة بعد الفاتحة في الصلوات المكتوبة، ويقرأ صفحة في كل ركعة من ركعات النافلة، فإذا ما فعل هذا أمكنه أن يقرأ في اليوم جزءا كاملًا بحيث يختم القرآن الكريم في كل شهر ختمة في أثناء الصلاة. ولهذا فائدة أخرى تتعلق بصلاة التراويح -على الراجح من أنها عشرون ركعة كما هو المعتمد في المذاهب الأربعة المتبوعة- فإن كَتَبَةَ المصحف جعلوا كل جزء عشرين صفحة على عدد ركعات التراويح؛ ليسهل القيام بجزء كل ليلة، ويتم ختام القرآن بختام الشهر. وهذا هو المعمول به في مصحف المدينة المنورة المتداول بين أيدينا الآن. وبناء على هذا ففكرة تقسيم القرآن على أساس عدد الحروف بدأت في زمن الحجاج، وأول من قسم القرآن إلى ثلاثين جزءا هو الإمام أبو بكر بن عياش في القرن الثاني الهجري، ثم قسمت الأجزاء بعد ذلك إلى أحزاب والأحزاب إلى أرباع على النحو المبين فيما سبق.
وفي الختام نخلص إلى أن القرآن الكريم اشتمل على تقسيم ذاتي منزل، هو السور والآيات([16])، وهناك تقسيم للمصحف الشريف –يمكن أن نسميه التحزيب الاصطلاحي، جرى على مراحل؛ بدأت بالتسبيع في عهد الصحابة، إلى أن وصلت إلى التقسيم الحالي إلى ثلاثين جزءا وستين حزبا ومئتين وأربعين ربعا، وأن هذا التقسيم اعتمد على عدد الأحرف، وأن لهذا التقسيم فوائد متعددة، منها تيسير الحفظ والقراءة والدراسة، وترتيب الأوراد القرآنية، وتوزيع المقروء على أيام رمضان وركعات القيام فيه، وموافقة الطبع الإنساني الذي يميل إلى ما يتأتى تفصيله، ويسهل تصنيفه، إلى غير ذلك من الفوائد والحكم التي هدى الله العقل المسلم إليها؛ خدمة لكتابه العزيز، وتيسيرا على أهله الكرام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مدرس الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة عين شمس.
([1]) (العِطف): الجانب، وهز العطف كناية عن السرور؛ لأن الفرحان يتحرك جانباه نشاطًا. الحاشية على الكشاف للشريف الجرجاني ص ٢٠.
([2]) قال الزيلعي: هذا طرف من حديث أخرجه أحمد وابن أبى شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس رضى اللَّه عنه «أن رجلًا كان يكتب للنبي صلى اللَّه عليه وسلم وقد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا- أي: عظم … الحديث». وأخرجه ابن حبان من هذا الوجه بلفظ «عد فينا ذو شأن». وقد ذكره الجوهري في الصحاح من حديث أنس رضى اللَّه عنه بلفظ المصنف. وأصله عند البخاري من رواية عبد العزيز بن صهيب. وعند مسلم في رواية ثابت، كلاهما عن أنس دون القدر الذي اقتصر عليه المصنف. ولم يصب الطيبي في عزوه له إلى الصحيحين. وعزاه الزمخشري في تفسير الجن إلى رواية عمر رضى اللَّه عنه أيضا. ينظر: تخريج أحاديث الكشاف للإمام الزيلعي بهامش تفسير الزمخشري (1/ 98).