تطبيقات الذكاء الاصطناعي ونظرة المدرسة النقدية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

تطبيقات الذكاء الاصطناعي

ونظرة المدرسة النقدية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

أ. أحمد محمد علي*

تسرب الذكاء الاصطناعي بطريقة غير محسوسة الى كافة مجالات حياة الإنسان المعاصر في العقود القليلة الماضية، بحيث أصبحت هذه التقنية جزء لا يتجزأ من كافة أنشطة البشر، وبحيث لا يمكن اليوم تصور الحياة بدونها أو مجرد التفكير في الاستغناء عنها.

وتُشكل تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) مجموعة متنوعة من التكنولوجيا والتقنيات التي تسعى إلى تمكين الأنظمة والأجهزة من محاكاة الذكاء البشري وتنفيذ مهام معقدة بشكل ذكي. وتمتد تطبيقات الذكاء الاصطناعي الى مجموعة متنوعة من المجالات والصناعات، وهي تحدث تحولًا كبيرًا في كيفية تنفيذ الأعمال وتحسين جودة الحياة اليومية. كما تتوسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي باستمرار بما يمكن أن يساعد في تحسين الكفاءة وتوفير الوقت والموارد، وبما يُساعد في حل المشكلات المعقدة بطرق أكثر دقة وفعَّالية.

وعلى الرغم من الشعبية الكبيرة التي بات يحظى بها الذكاء الاصطناعي في دوائر التكنولوجيا؛ إلا أنه لا يزال هناك العديد من التحديات والانتقادات المرتبطة به[1].

وفي هذا المقال سنعرض لبعض الأمثلة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ثم سنتطرق لبعض التحديات والانتقادات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي. كما سنتطرق في الجزء الأخير للانتقادات التي توجه إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث يرى البعض بأن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي هي في الأساس مجرد نظم “أتمتة” (Automation) متطورة؛ لكنها ليست “ذكاءً” حقيقيًا[2]. وهذا الأمر يدفعنا للتساؤل حول مُستقبل الذكاء الاصطناعي، وهل مستوى ذكاء الاَلة يُقارن بمستوى الذكاء البشري، أو الوعي البشري؟ إلا أن ما لا يمكن الشك فيه أنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي اتخاذ القرارات بنفسه، بل يبقى دوره مساعدة الإنسان في عملية صنع القرارات خاصةً القرارات السياسية والاقتصادية والعسكرية المعقدة.

ومن أبرز المجالات التي يُمكن من خلالها التطرق لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ما يلي:

الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية: يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الرعاية الصحية وزيادة كفاءتها، ويُمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية في عدد من الأمور من بينها[3]؛ تشخيص الأمراض؛ حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي. كما يقوم الذكاء الاصطناعي بمساعدة الأطباء في تحليل البيانات الطبية الكبيرة لاكتشاف عوامل الخطر والوقاية من الأمراض، وكذلك اقتراح خطط علاجية مخصصة لكل مريض بناء على حالته الصحية واستجابته للعلاجات السابقة. ويساعد الذكاء الاصطناعي الباحثين الطبيين في تصميم جيل جديد من الأدوية الأكثر فعالية. ويمكن للذكاء الاصطناعي توفير توجيه دوائي مخصص للمرضى بناءً على تفاعلاتهم الفردية مع الأدوية وتاريخهم الطبي، كما يُساهم في تخفيف الأعباء عن الكوادر الطبية من خلال توفير نظم مراقبة صحة المرضى عن بُعد. وفيما يتعلق أيضًا بالتشخيص المبكر للأمراض؛ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الصحية للمرضى والكشف عن علامات الأمراض في مراحلها المبكرة، مما يساهم في زيادة فرص العلاج الناجح.

وبوجه عام يُعد الذكاء الاصطناعي تقنية قوية لتحسين الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمات الصحية. ومن المتوقع أن تزيد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية من فعَّاليتها وتأثيرها على حياة الأفراد والمجتمعات.

الذكاء الاصطناعى في العمل: يُمكن الاستفادة من العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأعمال عن طريق التخطيط والجدولة والتنبؤ، وكذلك في مساعدة الموظفين في العمل من خلال تصميم برامج مساعدة ذكية تُجيب على استفسارات الموظفين. كما تُساهم هذه التطبيقات في تحليل أداء الموظفين وكفاءتهم وطرق تحسين الإنتاجية، وفي اختيار الموظفين وتقييم أدائهم. ومن خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن تحسين العمليات الصناعية بالاعتماد على روبوتات التصنيع ذاتية القيادة. وفي التسويق والإعلان يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في توجيه الحملات الإعلانية. وبشكل عام يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تحقيق الربحية وتقليل التكاليف في مختلف عمليات الأعمال.

الذكاء الاصطناعي في التصنيع: يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في تحسين عملية التصنيع، حيث يتيح للمصانع والشركات تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية وتقليل التكلفة. ويمكن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التصنيع في[4] القيام بأعمال المراقبة والصيانة الذاتية والتنبؤ بالأعطال المحتملة، مما يساعد في الحفاظ على الأنظمة في حالة عمل جيدة ويقلل من توقف الإنتاج. ومن خلال الذكاء الاصطناعي يُمكن استخدام الروبوتات ذاتية التحكم في خطوط الإنتاج في المصانع، كما يُمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المعدات والأجهزة باستخدام خوارزميات الرؤية الحاسوبية، وكذلك يمكنه فحص جودة المنتج. كما يُمكنه التنبؤ باحتياجات المستهلكين وتوفير المخزون المناسب. كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التصنيع يساعد على تعزيز الإنتاجية والجودة والكفاءة وتحسين عمليات التصنيع، مما يسهم في تحسين تنافسية الشركات في السوق العالمية.

الذكاء الاصطناعى في المجال العسكري: يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في المجال العسكري وذلك لزيادة الكفاءة العسكرية. ومن الاستخدامات الشائعة للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري[5] استخدامه الطائرات بدون طيار حيث يتم توجيه الطائرات والمروحيات ذاتية القيادة. كما يُعزز من نظم الدفاع عن طريق أنظمة التعرف على الأهداف والتعامل مع التهديدات. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم واختبار الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية الجديدة. وأيضًا تحليل المعلومات والبيانات الاستخباراتية لدعم عمليات التخطيط الاستراتيجي وتقدير وتحليل المخاطر. ويمكن الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في محاكاة السيناريوهات العسكرية.

 وأيضًا يُساهم الذكاء الاصطناعي في توفير قنوات اتصال آمنة ومشفرة بين الوحدات العسكرية، وكذلك تحسين إدارة المخزون واللوجستيات وتخصيص أفضل للموارد[6]. كما يُمكن الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الطب العسكري من خلال تطوير تقنيات تشخيص أدق وسريع للجراحة الروبوتية وتقديم الرعاية الصحية للجنود المصابين.

الذكاء الاصطناعى في الاقتصاد: يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايد الأهمية في مجال الاقتصاد كما يؤثر على العديد من الجوانب الاقتصادية، إذ يُمكن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد من خلال تحليل البيانات الاقتصادية والمالية بشكل أسرع وأكثر دقة وذلك من أجل توجيه القرارات الاقتصادية، أو التنبؤ بالأزمات الاقتصادية المحتملة. كما يُمكن استخدامه في تحسين عمليات إدارة المشروعات وتحليل البيانات لاتخاذ قرارات استراتيجية، وكذلك تحليل البيانات الاجتماعية والتأثيرات الاقتصادية لفهم الاتجاهات والتحديات الاجتماعية. ويُمكن من خلال الذكاء الاصطناعي أيضًا التنبؤ بحركة السوق من خلال استخدام التحليل التنبؤي لتوقع سلوك الأسواق واتجاهات الأسعار، وكذلك مساعدة البنوك في تحليل طلبات الائتمان وإدارة مخاطر التعثر، وفي تداول الأسهم والعملات “التداول المالي”. وتساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحكومات في وضع الخطط الاقتصادية والموازنات المالية بما يُسهم في التخطيط الاقتصادي الجيد، والتنبؤ بمتطلبات سوق العمل والفرص المتاحة في المستقبل، كل ذلك اعتماداً على المعلومات الاقتصادية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي الوصول إليها وتحليلها[7].

وبشكل عام يساهم الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة الأداء الاقتصادي واتخاذ قرارات استراتيجية أفضل. كما أن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد تتطور باستمرار وذلك مع تقدم التكنولوجيا وزيادة فهمنا لقوته وقدرته على تحليل البيانات واتخاذ القرارات.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار السياسي: هناك عدة طرق يمكن أن يسهم بها الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار السياسي، حيث يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات والمعلومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدقة متناهية لاستخلاص أنماط واتجاهات مفيدة لصناع القرار. ومن خلال نماذج “المحاكاة” يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء نماذج للمجتمع لاختبار آثار السياسات والقرارات المحتملة قبل التنفيذ. كما تساهم أنظمة الذكاء الاصطناعي في توليد سيناريوهات مُحتملة للأحداث المستقبلية الداخلية والخارجية لمساعدة صناع القرار على التخطيط، فضلًا عن قدرتها على التنبؤ؛ حيث تساعد خوارزميات التعلم الآلي في التنبؤ بالاتجاهات الرئيسية للرأي العام[8].

الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم بطرق عديدة، منها، تصميم أنشطة وتطبيقات تعليمية تفاعلية ذات مستويات صعوبة متزايدة حسب مستوى كل متعلم، وكذلك وضع اختبارات وتقييمات ذكية قادرة على قياس مخرجات التعلم بصورة أكثر دقة وموضوعية، ومنها الاستجابة لأسئلة المتعلمين بشكل فوري عبر المحادثة باستخدام أنظمة المحاكاة بالمحاورة، ومنها القدرة على تحليل البيانات التعليمية الكبيرة لفهم أفضل طرق التعلم واحتياجاتها[9].

الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة: يستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة من خلال العديد من الطرق، كالري الذكي، وذلك بحساب احتياجات المحاصيل من المياه وريها بكميات متناسبة باستخدام أجهزة استشعار، وكذلك التحكم في البيئة، من خلال التحكم الذكي بدرجة الحرارة والرطوبة وإضاءة المزارع، والتعرف على الآفات والأمراض باستخدام أجهزة الرؤية بالحاسوب للتعرف على المشاكل الزراعية. ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً تقديم استشارات زراعية ونصائح للمزارعين حول أفضل أنواع المحاصيل وطرق الري والتسميد، وكذلك التنبؤ بالطقس حيث يُساعد المزارعين في اتخاذ القرارات بناء على التنبؤات المناخية. كما يُمكن استخدام آلات حصاد ذكية تعمل بالطاقة الشمسية. وهكذا يساهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاجية ورفع كفاءة العمليات الزراعية[10].

الذكاء الاصطناعي في مجال النقل: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال النقل في عدد من التطبيقات منها؛ السيارات الذكية التي يتوافر بها مجموعة خدمات مثل المساعد الرقمي للسائق ونظام تحذير متقدم من الحوادث، وكذلك السيارات ذاتية القيادة، وهي سيارات بدون سائق تعتمد على أنظمة الرؤية والحساسات للقيادة. ويُمكن استخدامه في تحسين تجربة المستخدم من خلال التنبؤ بأوقات الانتظار وأفضل الخيارات في الطرق، ومنها نظام التوصيل الآلي للبضائع باستخدام عربات وطائرات دون طيار لتوصيل البضائع والطلبات. ويستخدم الذكاء الاصطناعي في المراقبة المرورية من خلال إشارات مرور متطورة وكاميرات لمراقبة حركة المرور. وكذلك استخدامه في السكك الحديدية الذكية من خلال توجيه ومراقبة القطارات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي[11].

الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن: تعتبر كاميرات المراقبة من أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن، حيث يتم التعرف على الوجوه والهويات ومقارنتها مع قواعد البيانات للتعرف على المشتبه بهم. وتستخدم الكاميرات أيضاً في مراقبة الحدود للتعرف على المتسللين، كذلك يُمكن استخدام خوارزميات التعلم الآلي في تحليل الجرائم لتحديد أنماطها واتجاهاتها. ويعتبر الدرونز الأمنية أو الطائرات بدون طيار من الاستخدامات المهمة للذكاء الاصطناعي حيث تقوم بمهام المراقبة والبحث والإنقاذ. كما يُساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب من خلال حصر المتطرفين والإرهابيين المحتملين، وتطوير نماذج تتنبأ بموقع الهجمات الإرهابية وتوقيتها من خلال البيانات مفتوحة المصادر والوسائط الاجتماعية وتطبيقات الهواتف المحمولة[12].

الذكاء الاصطناعي في مجال السفر والضيافة: تمثل صناعة السفر والضيافة مجالًا واسعًا يمكن استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي فيه بشكل كبير لتحسين تجربة العملاء ورفع كفاءة الرحلات. فيمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل سجلات العملاء السابقة لتقديم توصيات مخصصة لرحلاتهم وحجوزات فنادق تناسب احتياجاتهم واهتماماتهم. وكذلك تطوير تطبيقات ومنصات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتزويد المسافرين بمعلومات حول الرحلات والمطارات والفنادق، ومساعدتهم في حالات الطوارئ أو تأخير الرحلات. وكذلك تسهيل عمليات تسجيل الوصول والمغادرة في الفنادق من خلال تقديم خدمات الدفع الذاتي وتسجيل الوصول عبر الهواتف الذكية. وكذلك مساعدة الفنادق والمطاعم في تقديم خدمات مخصصة وتجارب فريدة للضيوف من خلال مراقبة تفضيلاتهم واستخدام تحليل البيانات لتحقيق ذلك[13].

في السياق ذاته؛ يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة التكاليف والمخزون في الفنادق وشركات السفر من خلال توقع الطلب وإدارة الغرف والتذاكر بشكل فعَّال. ويمكن للذكاء الاصطناعي تقديم خدمات دعم العملاء عبر الدردشة الآلية والروبوتات لمساعدة العملاء في حل مشكلاتهم والإجابة على استفساراتهم. وأخيراً يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الاستهلاكية وسلوك العملاء لتوجيه الإعلانات وحملات التسويق بشكل أكثر فعالية.

السلبيات المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي:

لكن على الرغم من هذه الإيجابيات إلا أن هناك عدة سلبيات محتملة بدأت تظهر عند استخدام الذكاء الاصطناعي في كافة هذه المجالات، قد تزيد وتنقص تبعاً للمجال ولكنها لابد وأن تتواجد عند استخدام هذه التقنية المستحدثة:

 قضايا الخصوصية: يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات السابقة جمع ومعالجة البيانات الشخصية للمواطنين أو لبيانات الشركات العاملة في المجال الاقتصادي. وهذا يثير المخاوف بشأن انتهاكات الخصوصية واستخدام البيانات دون إذن أو بطرق غير مشروعة.

خطر الأمن السيبراني: إن قضية الأمن السيبراني أصبحت قضية محورية في مجال الذكاء الاصطناعي، فهناك تهديدات متزايدة في صورة اختراقات سيبرانية، وهذا التحدي يتطلب تطوير نماذج قادرة على الكشف المبكر عن الهجمات وتأمين الأنظمة ضد التهديدات الجديدة المتطورة.

القرارات الخاطئة: إذ على الرغم من تقدم التكنولوجيا، فقد تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي تحديات في تقديم تقديرات وتوصيات دقيقة في بعض الحالات، فالنتائج التي يتم الوصول إليها قد تكون غير موثوقة بالكامل بسبب عيوب البيانات أو الخوارزميات، كما يمكن أن تكون بعض التطبيقات ذات تحيزات غير مقصودة بسبب طبيعة البيانات المدخلة. كما يؤدي الاعتماد الزائد على التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية مثلاً إلى فقدان القدرة على اتخاذ القرارات الحكيمة المحتاجة لتقدير بشري. فعلى الرغم من التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي إلا أن احتمال وقوع أخطاء لا يزال قائمًا وقد يؤدي إلى نتائج وخيمة في كل المجالات خاصةً في المجال السياسي والأمني والعسكري.

خسارة فرص العمل وزيادة نسبة البطالة؛ إذ قد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الحاجة للعمالة البشرية في كل المجالات خاصةً المجال الصناعي والتعليمي والصحي، وذلك باستبدال الروبوتات أو التطبيقات الذكية بدلاً من العنصر البشري، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة. كما أن استبدال الأعمال التي تتطلب مهارات معينة بأنظمة آلية قد يؤدي إلى فقدان تلك المهارات لدى العمال، فضلًا عن فقدان السيطرة على بعض مراحل العملية الإنتاجية،

اختفاء الجانب الإنساني البشري: مما قد يؤدي الى اندثار المهارات “الإنسانية” في المجال الإنتاجي مما يكسب المنتج بُعداً نمطياً جافاً لا إبداع فيه ولا خصوصية، كما قد يؤدي الى فقدان التفاعلات البشرية والشخصية بين المعلم والطالب في المجال التعليمي إذا ما تم استخدام الذكاء الاصطناعي المنمط على نطاق واسع، وذلك قد يؤدي إلى إعاقة تطور بعض المهارات الاجتماعية والتواصلية لدى الطلاب.. كذلك في المجال الصحي قد يؤدي تقدم التكنولوجيا إلى تقليل التفاعل الإنساني بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، وبالتالي فالمريض قد يعاني من فقد الجانب الإنساني والدعم العاطفي. كما قد يؤدي الذكاء الاصطناعي الى صعوبات في اتخاذ قرارات مرنة ومبدعة لتلبية الاحتياجات الفردية وفهم التفاعلات البشرية الدقيقة والعوامل المعنوية.

خطر فقدان السيطرة، هناك مخاوف متزايدة من أن الأسلحة والأنظمة العسكرية القائمة على الذكاء الاصطناعي الذاتي قد تفقد السيطرة البشرية عليها في بعض الحالات نتيجة أخطاء تقنية. كما قد يُشجع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري على تصاعد سباق التسلح بين الدول بما يؤدي الى خروج الأمر عن السيطرة على المستوى العالمي.

تركيز ملكية التقنيات الذكية وتركيز الثروة؛ فمن الممكن أن تستفيد فئة قليلة من رجال الأعمال والمستثمرين بشكل كبير من التقنيات الذكية ومن الثروات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي. إضافة لعدم المساواة؛ حيث قد تزداد عدم المساواة في توزيع الدخل بين الفئات ذات المهارات العالية والقادرة على التكيف مع الذكاء الاصطناعي والفئات الأقل حظاً.

خطر التحيز؛ قد تكون النماذج والخوارزميات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي منحازة بدرجة ما بسبب طبيعة البيانات المدخلة، إضافة لصعوبة تقييم العوامل غير الملموسة مثل العوامل الاجتماعية والسياسية والنفسية. إضافة لخطر الاختراق أو التلاعب، فقد تتعرض الخوارزميات للاختراق من قبل أطراف خارجية لتوجيه القرارات.

نظرة المدرسة النقدية للذكاء الاصطناعي

على الرغم من الكثير من الامتيازات والفوائد التي أحدثها التطور السريع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي -والتي تناولنا جزء كبير منها في السطور السابقة- إلا أن هناك بعض الانتقادات التي يتم توجيهها للذكاء الاصطناعي، ومن أبرز الانتقادات التي طالت “الذكاء الاصطناعي” تلك التي وجهتها له المدرسة النقدية. والمدرسة النقدية، هي إحدى المدارس الفكرية الرئيسية التي تنتقد فكرة إمكانية بناء ذكاء اصطناعي عام قادر على محاكاة الذكاء البشري. ووفقاً لهذه المدرسة، فإن بعض جوانب الذكاء البشري مثل “الوعي الذاتي”، “الإدراك الحسي العاطفي” و”القدرة على التعبير عن أفكار معقدة” لا يمكن نمذجتها بسهولة، وبالتالي، فإن الذكاء الاصطناعي الحالي ينظر إليه على أنه قاصر مقارنة بالذكاء البشري.

توضح المدرسة النقدية أن من أهم التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي هو تحدي فهم طبيعة الوعي الذاتي وكيفي، حيث لا يوجد فهم واضح حتى الآن لكيفية نشأة الوعي في الدماغ البشري. إضافة لتحدي تطوير برامج لدى الآلات تمتلك القدرة على الإحساس بالعواطف والجوانب غير المادية للتجربة البشرية، وتحدي تطوير برامج تستطيع التعامل مع المعلومات الغامضة وغير المنظمة كما يفعل البشر، وتحدي الحصول على الحكمة العملية التي يكتسبها البشر عبر الخبرات المتراكمة.  كل هذه التحديات تمثل حواجز كبيرة أمام محاكاة الذكاء البشري بشكل كامل حتى الآن[14].

التشكيك في مفهوم “الوعي” في الذكاء الاصطناعي

أحد الأسئلة الهامة التي انطلقت منها المدرسة النقدية في نقدها لمفهوم الذكاء الاصطناعي، هو التشكيك في مفهوم الوعي في الذكاء الاصطناعي[15]،إذ أن فهم طبيعة الوعي وآلية نشوئه هو أحد التحديات الرئيسية التي تواجه المحاولات لإنشاء وعي اصطناعي. فالوعي ظاهرة ذاتية غير قابلة للقياس مباشرة. وهنا تطرح المدرسة النقدية سؤالًا يتبلور حول: هل ينشأ الوعي نتيجة نشاط عصبي محدد في الدماغ؟ أم أنه ناتج عن طبيعة العقل أو الذهن بشكل عام؟ وكيف ينتقل النشاط العصبي إلى تجربة وعي ذاتية؟ وهذا السؤال الأساسي حول طبيعة الوعي وآلية نشوئه لا يزال بدون إجابة واضحة حتى الآن، مما يمثل عائقًا كبيرًا أمام إنشاء وعي اصطناعي.

وفي الوقت الذي حقق فيه الذكاء الاصطناعي تقدمًا ملحوظًا في محاكاة السلوكيات الشبيهة بالبشر، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات، فإن مسألة ما إذا كان الوعي ضروريًا في الذكاء الاصطناعي تظل مسألة مفتوحة للنقاش، وتظل أنظمة الذكاء الاصطناعي تعمل بناءً على خوارزميات وبيانات وأنماط مبرمجة دون وعي أو عواطف متأصلة.

 ويثير النقاش حول الوعي في الذكاء الاصطناعي أسئلة أخلاقية وفلسفية، فالتركيز الحالي للذكاء الاصطناعي ينصب في المقام الأول على الأداء الوظيفي والقدرة على حل المشكلات، ولكن مع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، قد تصبح الآثار والاعتبارات الأخلاقية المحيطة بالوعي في الذكاء الاصطناعي أكثر وضوحًا. وفي هذا السياق يواصل علماء الأخلاق والفلاسفة ومطورو الذكاء الاصطناعي البحث عن إجابات حول هذه الأسئلة المعقدة والمثيرة للاهتمام[16].

إن مفهوم “الوعي الاصطناعي” والمعروف أيضًا بالوعي الآلي أو وعي الذكاء الاصطناعي؛ يشير إلى آلة من صنع الإنسان غير بيولوجية لا تدرك وجودها[17]. وعلى الرغم من أن الوعي البشري يشمل جوانب معقدة مثل الاستدلال والتجربة الشخصية والوعي بالذات والمشاعر، فالوعي الاصطناعي يرتبط بالقدرة على التعلم والتكيف والتفاعل بشكل ذكي مع البيانات والمعلومات. وفي حين أن هذا الذكاء أساسي لدى البشر، وقد تواجد منذ مراحل مبكرة من التطور الإنساني، إلا أن التكنولوجيا لم تنتج بعد آلة يمكنها تقليد ذلك.

وعلى عكس الذكاء البشري، الذي يمكن قياسه من خلال معدل الذكاء؛ من الصعب تقييم الوعي. ويبقى اختبار ما إذا كان قد تم تحقيق الوعي الاصطناعي سؤالاً فلسفياً وليس سؤالاً تقنياً، نظراً لوجود العديد من التفسيرات المختلفة لماهية الوعي، وفي هذا السياق؛ يجادل البعض بأن الوعي معقد؛ وأن الآلة إما أن تكون واعية أم لا. من ناحية أخرى، يعتقد آخرون مثل “نيد بلوك” (Ned Block) أن الوعي هو مفهوم هجين وأن هناك عددًا من أنواع الوعي المختلفة[18]. ويرى البعض أن الوعي الاصطناعي لا يمكن التنبؤ به لأننا لم نفهم بعد القفزات التكنولوجية التي يتعين علينا القيام بها من أجل تحقيق هذا الوعي[19].

وفي كتاب بعنوان “مهندسو الذكاء” (Architects of Intelligence)، أجرى الكاتب “مارتن فورد” (Martin ford) مقابلات مع عدد من الأشخاص البارزين العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، وطرح سؤالًا حول متى ستكون هناك فرصة بنسبة 50٪ على الأقل لبناء الذكاء الاصطناعي أو الوعي الاصطناعي. وكان البعض، مثل “رودني بروكس” (Rodney Brooks) – الذي شارك في تأسيس شركة (iRobot)، أقل تفاؤلاً وتوقع أن هذه الفرصة من الممكن أن تتحقق في العام 2200[20].

والفارق الأساسي هو أن الوعي عند البشر يأتي من الخبرات والمشاعر التي نشعر بها بينما الآلات تعتمد على البرمجيات والتدريبات لأداء المهام المحددة. وهذا يجعل الآلات أقل قدرة على التكيف مع المواقف الجديدة بالمقارنة مع قدرات البشر في التعامل مع الأحداث الجديدة وفهمها.

ماذا يعني أن تعمل الآلة بذكاء؟ وفيما يتعلق بفهم كيفية عمل الذكاء في الآلة، فإن مفهوم الذكاء نفسه لا يتمتع بتعريف واضح، كما أنه لا يوجد اختبار واحد يقيس ذكاء الآلة. يمكن مقارنة هذا بتعقيد تعريف الوعي البشري، حيث توجد عدة تفسيرات مختلفة للذكاء والوعي.  ومع ذلك، عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي والوعي الاصطناعي، يتم التركيز عادة على “الذكاء البشري” كمعيار مقارنة، حيث يُعتبر الذكاء الاصطناعي ذكاءً إذا كان قادرًا على حل المشكلات، بالطريقة ذاتها التي يُقاس بها الذكاء البشري من خلال اختبارات حل المشكلات. وكلما كانت هذه المشكلات أكثر تعقيدًا وصعوبة، كلما زاد مستوى الذكاء الاصطناعي.

عندما تكون الآلة قادرة على حل مشكلات معينة بشكل أفضل من الإنسان، فإن ذلك يمكن أن يجعلها أكثر ذكاءً في هذا المجال الخاص. إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنها ذكية بجميع مقاييس الذكاء. قد يكون التعريف الحالي للذكاء محدودًا، وربما يتطلب إعادة النظر فيه وتوسيع نطاقه لتغطية مظاهر الذكاء الأوسع.

هل يمكن للآلة أن تمتلك مشاعر؟

لا نملك حاليًا معرفة دقيقة حول كيفية تكوين المشاعر بشكل صناعي نظرًا لأن عملية نشوء المشاعر في الدماغ لا تزال غير مفهومة بالكامل. وهناك جهود تُجرى على تطوير الروبوتات التي تظهر تقليدًا للمشاعر، ولكن هذه الروبوتات العاطفية ليست قريبة من امتلاك أي نوع من الذكاء أو الوعي الاصطناعي. فالروبوتات العاطفية مبرمجة ببساطة لتظهر المشاعر، ولا تمتلك أي شكل من أشكال الذكاء أو الوعي الحقيقي. 

وهناك محاولات لتطوير الذكاء الاصطناعي لفهم المشاعر البشرية تعتمد على فهم الإشارات العاطفية مثل لغة الجسد ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه لدى البشر. هذه القدرة تسمى الذكاء العاطفي وهي مهمة لفهم تفاعلات البشر، ولكن لم يصل الوعي الاصطناعي بعد إلى مستوى يجعل الروبوتات تمتلك المشاعر بشكل حقيقي.

يمكن القول بأن إضافة العواطف والوعي الاصطناعي للروبوتات لا تُعد أحد الأهداف الرئيسية في بعض الصناعات مثل العمل، حيث يمكن أن تؤدي العواطف المصطنعة إلى تشتيت الانتباه وإلى تأثير سلبي على أداء العمل. وفي قطاعات أخرى، فإن الوعي الاصطناعي والعواطف قد يكون مفيد، مثل القطاع الصحي فهو يعمل على تحسين العلاقات بين المرضى ومقدمي الرعاية.

ولا يزال تحقيق الوعي الاصطناعي لهذه الغاية في مراحل مبكرة، لكنه يشكل مجالًا مهمًا للأبحاث والتطوير في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

ماذا لو أصبح الذكاء الاصطناعي واعيًا بالفعل؟

يعبر بعض العلماء ورؤساء الشركات التكنولوجية عن مخاوفهم من الآثار السلبية المحتملة للتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، فمن المحتمل أن يؤدي تطوير الذكاء الاصطناعي بمستويات متقدمة إلى تحديات هائلة. إذ في حالة تحقيق الذكاء الاصطناعي لمستوى يمكن اعتباره وعيًا، قد ينشأ أسئلة حول الحقوق والمسؤوليات الملحقة به، فمثلًا، هل يجب أن يكون لدى الآلات الحق في الحفاظ على ذاكرتها؟ هل يجب علينا احترام مطالبها بعدم الإهانة؟ تصور بعض الناس أن الآلات الذكية قد تطالب بالاعتراف بهويتها ووجودها كجزء من الحياة على كوكب الأرض. ومع تطور الآلات وإمكانية وجود وعي لديها، قد تنشأ تحديات جديدة، إذ قد تسعى الآلات للسيطرة على البشر وحتى على العالم بأسره، مما يضع الإنسانية أمام مشكلات وتحديات غير متوقعة.

إلا أن هناك من يرى أن الوعي الحقيقي يتطلب أبعادًا غير قابلة للتكرار من السلوك البشري. وأن هناك جوانب طبيعية وأخلاقية وعاطفية للوعي لا يمكن تكرارها بالكامل عبر الآلات.

في الأخير، تشدد المدرسة النقدية على أن الأنظمة الحالية ليست سوى أدوات حسابية ذكية، ولا يوجد دليل على إمكان بناء ذكاء اصطناعي عام. كما تنتقد “المدرسة النقدية” مبالغة بعض الخبراء في التنبؤات غير الواقعية. وتشدد على أهمية التركيز على تطبيقات مُحددة بدلاً من الذكاء العام. كما تطرح أسئلة حول الآثار الاجتماعية والأخلاقية للتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي. وتُشدد أيضًا على أن النظم الحالية لا تمتلك القدرات الإدراكية والوعي الذي يمتلكه البشر. وترى أن اللغات البرمجية غير كافية لبناء نظام ذكي حقيقي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*  ماجستير في العلوم السياسية. جامعة القاهرة.

[1] -“Top Challenges for Artificial Intelligence in 2020”, (geeksforgeeks, 2020). Available at this link: https://www.geeksforgeeks.org/top-challenges-for-artificial-intelligence-in-2020/

[2] – Lewis Silkin, “Artificial consciousness: what is it and what are the issues?”, (future of work hub, April 14, 2021). Available at this link: https://www.futureofworkhub.info/explainers/2021/4/14/artificial-consciousness-what-is-it-and-what-are-the-issues

[3] – “Artificial Intelligence for Health and Health Care”, (JSR- healthit, December 2017). Available at this link: https://www.healthit.gov/sites/default/files/jsr-17-task-002_aiforhealthandhealthcare12122017.pdf

[4] – Luke A. Renner, “How Can Artificial Intelligence Be Applied in Manufacturing?”, (towardsdatascience, Mar 3, 2020). Available at this link:

https://towardsdatascience.com/how-can-artificial-intelligence-be-applied-in-manufacturing-8662eaaea999

[5] – “THE MOST USEFUL MILITARY APPLICATIONS OF AI IN 2023 AND BEYOND”, (sdi Sentient Digital , February 2023). Available at this link: https://sdi.ai/blog/the-most-useful-military-applications-of-ai/

[6] – د. رغدة البهي، “فرص وتهديدات توسع استخدام الذكاء الاصطناعي”، (مجلة تقديرات مصرية، صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عدد 50، سنة النشر 2023). ص ص 50-54.

[7] – سعد بن ناصر آل عزام و د. فايـز بن عوض آل ظفرة، “أثـر تطبيق الذكاء الاصطناعي على جودة اتخاذ القرارات في إمارة منطقة عسيـر خلال وباء كوفيد ١٩ “، (المجلة العربية للإدارة، مج ٤٣، ديسمبر ٢٠٢٢) على الرابط التالي:

https://aja.journals.ekb.eg/article_221921_140c2b1eeb292b9b09ba4f2d87973eb9.pdf

[8] – د. رغدة البهي، “فرص وتهديدات توسع استخدام الذكاء الاصطناعي”، مرجع سبق ذكره، ص 50.

[9] – استخدامات الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، (مركز ذكاء، تاريخ الدخول: ١٦ سبتمبر ٢٠٢٣) على الرابط التالي:

https://thakaa.sa/library/articles/astkhdamat-aldhkae-alastnaey-fy-qtae-altelym

[10] – “الذكاء الاصطناعي في الزراعة من تحضير التربة إلى الحصاد”، (منظمة المجتمع العلمي العربي، 30 يناير 2023). على الرابط التالي: https://arsco.org/article-detail-32292-4-0

[11] – كفاية أولير، “هل يغير الذكاء الاصطناعي وجه صناعة النقل؟”، (اندبندنت عربية، 21 يونيو 2023). على الرابط التالي:

https://www.independentarabia.com/node/464651/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%84%D8%9F

[12] – John Villasenor, “Artificial intelligence, geopolitics, and information integrity”, in: Fabio Rugge, ed., The Global Race for Technological Superiority: Discover the Security Implications, (Milano: ISPI and Brookings, November 2019). PP. 131-142.

[13]“تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل صناعة السفر والضيافة”، (3 مايو، 2023)، على الرابط التالي:

https://gatenology.com/%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%B5%D9%86%D8%A7/

[14] – Pavan Vadapalli, “Top 7 Challenges in Artificial Intelligence in 2023”, (upgrad, 2 Oct, 2022). Available at this link: https://www.upgrad.com/blog/top-challenges-in-artificial-intelligence/

[15] – Elisabeth Hildt, “Artificial Intelligence: Does Consciousness Matter?”, (NCBI, 2 Jul 2019). Available at this link: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6614488/

[16] -“Complete Analysis of Artificial Intelligence vs Artificial Consciousness”, (Turing). Available at this link: https://www.turing.com/kb/complete-analysis-of-artificial-intelligence-vs-artificial-consciousness

[17] – Andreea V Cojocaru and Stefan Balint, “Artificial Intelligence and Human Consciousness: A survey”, (ResearchGate, December 2023). Available at this link:

https://www.researchgate.net/publication/376202823_Artificial_Intelligence_and_Human_Consciousness_A_survey

[18] – Ned Block, “Some Concepts of Consciousness”, (2009). Available at this link:

https://web.ics.purdue.edu/~drkelly/BlockConceptsOfConsciousness1995.pdf

[19] -Elisabeth Hildt, “Artificial Intelligence: Does Consciousness Matter?”, (frontiers in, 2019). Available at this link:

https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fpsyg.2019.01535/full

[20] – James Vincent, “This is when AI’s top researchers think artificial general intelligence will be achieved”, (The verge, Nov 27, 2018). Available at this link:

https://www.theverge.com/2018/11/27/18114362/ai-artificial-general-intelligence-when-achieved-martin-ford-book

عن أحمد محمد علي

شاهد أيضاً

الإنسان الرقمي والحضارة القادمة

تأليف: أ. د. دانيال كوهين

ترجمة: د. علي يوسف أسعد

عرض: أ. أحمد خميس أحمد السمبختي

على عكس المتوقع من عنوان الكتاب "الإنسان الرقمي والحضارة القادمة"، لا يُعنى هذا الكتاب فقط بالأثر المباشر للآلة الرقمية على الإنسان، بل يرسم من ثنايا الموضوعات التي يُغطيها صورة لمجتمع كامل يُشكل الإنسان، ويشكله الإنسان والآلة معًا.

ما بعد الإنسانية: الفرص والتحديات

أ. منال يحيى شيمي

يشهد العالم اليوم ثورة تقنية وتكنولوجية هائلة، ورغم ما تحمله هذه التكنولوجيا من إمكانات وفرص لتحسين جودة الحياة وحمل القدرات البشرية إلى أفق جديد، فإنها وبنفس القدر تهدد الحياة البشرية والطبيعة الإنسانية بالمعنى الذي نعرفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.