د. عائشة عبد الرحمن “بنت الشاطئ”
[*]أحمد محمد علي
وُلدت الدكتورة عائشة عبدالرحمن، “بنت الشاطئ” في دمياط سنة 1913، وقد أثًرت هذه البيئة الساحلية علي خيالها الأدبي والعلمي.
وقد ارتبطت بالنهر ارتباطاً شديداً، وأتاح لها التأمل علي الشاطئ شفافية الروح، وصفاء الفكر، وعمق الشعور، والاستغراق في تساؤلات الموت والحياة، ولعل شخصيتها الميالة إلي التأمل والفلسفة قد تشكلت في هذه المرحلة المبكرة من طفولتها في هذا المكان الذي أثًر في تكوينها النفسي، ولعل ذلك ما دفعها في مراحل النضج العلمي إلي الاتجاه إلي دراسة أبي العلاء المعري، وفلسفته العميقة الحزينة، كما سنري ذلك في السطور القادمة.
وكما أثًرت البيئة الساحلية في شخصية بنت الشاطئ، أثًرت فيها البيئة الدينية التي نشأت في ظلها. إذ كان والدها الشيخ محمد عبدالرحمن عالماً من علماء الأزهر، وكان متصوفاً، وقد تزوج من أم بنت الشاطئ حفيدة الشيخ الدمهوجي شيخ الأزهر.
وقد أثًر الجو الديني في شخصية بنت الشاطئ خاصة عندما أصبح والدها شيخ المعهد الديني في جامع البحر بدمياط، بعد أن ترك التدريس في مدارس التعليم المدني لارتباطها في نظر بعض علماء الأزهر اّنذاك بالأهداف الاستعمارية لمحو ثقافة اللغة العربية، وإحلال ثقافة المستعمرالإنجليزي محلها.
نذر الشيخ محمد ابنته عائشة للعلم، وسمًاها عائشة تفاؤلاً بإسم أم المؤمنين رضي الله عنها”. وتعلمت علي يدي والدها مبادئ حفظ القراّن، وعلوم الإسلام والقراءة والكتابة. وحفظت القراّن الكريم وهي طفلة في سن الخامسة في عام 1918.
لقد تكًون البناء العلمي والثقافي لبنت الشاطئ في ذلك الوقت علي أساس العلوم العربية كالنحو والأدب، والعلوم الإسلامية كعلوم التفسير والحديث، وأسهم كل ذلك في تكوين شخصية أدبية وعلمية تميزت بها بنت الشاطئ، دفعتها لأن تُصبح رمزاً من رموز العلم والخُلُق والمعرفة.
- كفاح بنت الشاطئ في سبيل العلم:
لم يكن التعليم سهلاً ميسوراً لبنات مصر في زمن بنت الشاطئ، لذا خاضت صعاباً كثيرة، وواجهت مشاكل وعقبات عديدة، وعانت صراعاً طويلاً في سبيل تحقيق غايتها في التعليم المدني الذي كانت تطمح في الحصول عليه خلافاً لرغبة والدها الذي كان يرفض هذا اللون من التعليم، ويصر علي تعليمها في البيت شأن بنات البيوت المحافظة التي لا تسمح للبنات بدخول المدارس.
وهنا جاء الدور العظيم لجدها إذ أستطاع إقناع والد “بنت الشاطئ” علي التحاقها بالمدرسة، فسُرت الصغيرة لذلك الأمر سروراً كبيراً.
وعندما بلغت العاشرة من عمرها كان والد “بنت الشاطئ” قد أراد أن تقعد ابنته في البيت، لكنها لجأت إلي جدها مرة أخري لإقناعه بمواصلة تعليمها خاصة أنها كانت ترغب في ذلك. وبعد رفض والدها في بادئ الأمر إلا أنه وافق احتراماً وتقديراً للجد.
أتمت بنت الشاطئ دراستها. وعندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها واجهت مُشكلة أخري، إذ كان مجال التعليم في دمياط قد أصبح محدوداً بدراسة صيفية لمدة أربعة شهور تؤهل لوظيفة معلمة في المدارس الأولية للبنات، وهو ما لم يقنع الطموح العلمي لها.
وتطلعت إلي الالتحاق بمدرسة المعلمات بالمنصورة، وجازفت أمها بالسفر معها إلي المنصورة أثناء غياب والدها في إحدي رحلاته لزيارة أولياء الله الصالحين بين القاهرة وطنطا ودسوق والشرقية. لأن والدها كان يعارض فكرة استكمالها للتعليم.
لقد كان عبئاً ثقيلاًعلي الأم المُطيعة لزوجها أن تقوم بذلك دون علمه، وكذلك كان صعباً علي ابنتها أن تواجه هذه التحديات وهي الفتاة الصغيرة التي لا تمتلك خبرة في مواجهتها، اللهم إلا الأمل في تحقيق رغباتها في مواصلة التعليم، وهي الرغبة التي بسببها اضطرت الأم إلي عصيان أمر زوجها.
وهنا قررت بنت الشاطئ أن تتحدى ذاتها، لتثبت تفوقها العلمي. ظهر نبوغ “بنت الشاطئ” في الدراسة حيث أجادت تلاوة القراّن الذي طُلب منها تلاوته أمام لجنة الامتحان في السنة النهائية من مدرسة المعلمات. أجادت – كذلك – في الإجابة عن النصوص الشعرية المقررة، وأنشدت شعراً من إبداعها، وكان إعجاب الأساتذة الممتحنين بها حينذاك سبباً في اتجاهها – بعد ذلك – اتجاهاً مختلفاً عما كان مفترضاً بعد حصولها علي شهادة كفاءة المعلمات، إذ أشاروا عليها بالالتحاق بالجامعة.
- التحاقها بالجامعة:
لم تكن “بنت الشاطئ” قد فكرت في الجامعة من قبل، ولم تكن تعرف إلا العلوم العربية والإسلامية بمناهجها الأزهرية، ولم تكن تعرف شيئاً من اللغتين الإنجليزية والفرنسية مما يؤهلها للالتحاق بالجامعة، فصرفت النظر عن ذلك في لحظته.
وكانت قد وصلت إلي أخر المطاف فيما يتعلق بفرص التعليم التقليدية، وقد كافحت في سبيل الوصول إلي ذلك كفاحاً عظيماً، فإذا بها تري أن هناك نظاماً تعليمياً اّخر مُختلفاً تمام الاختلاف هو الذي يؤدي إلي الجامعة والتعليم الحديث.
كانت مناهج التعليم المدني المؤدي إلي الجامعة تعتمد علي إجادة اللغة الإنجليزية والفرنسية، وعلي دراسة العلوم الحديثة كالكيمياء والطبيعة واستخدام الأجهزة والمعامل مما لم تعرف عنه بتعليمها التقليدي شيئاً شأن أغلب المصريين في تلك الفترة.
لكنها قررت خوض غمار التحدي، وأخذت تتلقي الدروس في اللغة الإنجليزية، واجتازت عقبة تلك اللغة. وبعد عام تقدمت إلي امتحان الشهادة الثانوية، وتعلمت اللغة الفرنسية إلي جانب الإنجليزية، وحفظت دروس الكيمياء والطبيعة.
لقد كانت بنت الشاطئ متفوقة وسابقة لغيرها دائماً.
حصلت بنت الشاطئ علي شهادة (البكالوريا أدبي) عام 1934، وأصبحت مؤهلة لدخول الجامعة بعد رحلة مُعاناة وكفاح وعمل.
وفي الجامعة التحقت بنت الشاطئ بقسم اللغة العربية، ولم يتغير ذوقها المحافظ ولا منهجها القديم في التمسك بالتعاليم الدينية وطريقتها القائمة علي منطق بيئتها المتصوفة، ونجحت في السنة الأولي من الجامعة.
وقد تواصلت مع الصحافة عن طريق مراسلة مجلة “النهضة النسائية” التي نشرت قصائدها ومقالاتها، بدءاً بقصيدتها “الحنين إلي دمياط” وهي القصيدة ذاتها التي ألقتها أمام لجنة الممتحنين لشهادة كفاءة المعلمات.
كلفت بنت الشاطئ بكل أعمال المجلة منذ عدد أكتوبر 1933 لحاجتها لمزيد من النقود، لكي تعفي أمها من المبلغ الذي كانت تقتطعه من نفقات بيتها المحدود المتواضع لكي ترسله إليها استكمالاً لنفقات دراستها.
شعرت بنت الشاطئ بالرضا والسعادة مع أنها كانت تقوم بعمل شاق في مجلة النهضة النسائية ابتداء من المقالة الافتتاحية التي تكتبها بدلاً من صاحبة المجلة إلي جمع موادها ومراجعتها وطبعها وتوزيعها.
هنا جاء اختيار “عائشة عبدالرحمن” لاسمها المستعار لكي تخفي اسمها الحقيقي عن أسرتها خوفاً من غضب والدها، واحتراماً لتقاليد أسرتها المحافظة التي لا تقبل مثل هذا السلوك باعتباره جرأة غير محمودة من فتاة تنتسب إليها.
لقائها مع الاستاذ أمين الخولي:
ظنت بنت الشاطئ أن ما تعلمته قبل الجامعة أفضل مما تعلمته فيها – إلا أن ما سمعته من زملائها عن الأستاذ “أمين الخولي” وضرورة حضورها محاضراته لأهميتها جعلتها تنتظر حسم النتيجة التي استقرت في نفسها- فانتظرت موعد محاضرته الأولي في مادة القراَن بالسنة الثانية لكي تتحقق من ذلك.
أخذت بنت الشاطئ تستعد للقاء أمين الخولي، بدراسة ما تزخر به مكتبة والدها من كتب علوم القراّن والبلاغة لكي تري مبلغ علم هذا الأستاذ في هذين العلمين اللذين كان يدرسهما.
تقول بنت الشاطئ في كتابها “علي الجسر” عن لقائها الأول بأمين الخولي : ” هناك حيث أخذت مكاني في قاعة الدرس بالجامعة، متحفزة للجولة الباقية لي علي الطريق، ومستجمعة كل رصيدي المتضخم من زهو الطموح وإرادة التفوق، ومتأهبة لعرض بضاعتي – التي تزودت بها من مدرستي الأولي – في تحد واثق من النصر…ودخل الأستاذ أمين الخولي بسمته المهيب المتفرد، فألقي علينا التحية، واقترح – لكي نتعارف – أن يعرض علينا مباحث المادة المقرر علينا درسها من علوم القراّن، ولكل طالب أن يختارمبحثاً منها، يعده ويعرضه للمناقشة في الوقت الذي يُحدده، وبادرت فأعلنت اختياري للمبحث الأول، في نزول القراّن..وعاد الأستاذ يسأل كل طالب منا عن الوقت الذي يحتاج إليه في إعداد بحثه، فأجبت في عناد وشموخ : يكفيني يوم أو بعض يوم، فقال في نبرة إشفاق وتحذير: كذا فكري ملياً، فربما بدا لك أنك في حاجة إلي مزيد من الوقت، وأبيت أن أتراجع..وقلت أسأله، مدلة بما أملك من ذخائر علمية: هل يكفي أن أراجع في موضوعي بكتاب البرهان للبدر الزركشي، وكتابي الإتقان واللباب لجلال السيوطي، ومع الاستئناس بالسيرة الهاشمية وطبقات ابن سعد وتفسير ابن جرير الطبري؟ فأجاب: كتاب واحد منها يكفي الاّن، لو أنك تعرفين حقاً كيف تقرئين”.
بنت الشاطئ الزوجة:
هكذا كان اللقاء الأول الذي حطم فيه الأستاذ غرور ابنة دمياط التي علمت علي وجه اليقين أنها “قطعت العمر كله أبحث عنه في متاهة الدنيا وخضم المجهول..ثم بمجرد أن لقيته لم أشغل بالي بظروف وعوائق قد تحول دون قربي منه، فما يعنيني قط سوي أني لقيته، وما عدا ذلك ليس بذي بال”.
إذن، عائشة عاشت حياتها تبحث عن الشيخ أمين الخولي، الذي صار منذ اللقاء الأول معلمها وأستاذها ونصفها الاّخر، وقد تزوجت بنت الشاطئ أستاذها أمين الخولي، وكانت الزوجة المحبة لزوجها، الوفية له، وكانت تعد نفسها وإياه نفساً واحدة، تقول عنه في كتابها علي الجسر “أن طوال رحلتها حتي اّخر العمر لم يتخل عنها إيمانها بأنها ما سارت علي الدرب خطوة إلا لكي تلقاه”.
لقد ربطت الزوجة المُخلصة بين وجودها ووجوده، وكتبت قصة حياتها في كتابها “علي الجسر”، وكأنها استمدت فصولها منه، ومع أنها كانت أستاذة عظيمة لا تقل أهمية وشهرة في أبحاثها وكتبها عن أستاذها وزوجها الشيخ أمين الخولي، فإنها صوًرت نفسها ظلاً له وتلميذة علي دربه، فتحلًت بهذا الخُلق الجميل الذي يتمثل في إخلاص وحب المرأة المصرية لزوجها، ولم تنشغل بشهرتها ولا بعلمها الغزير عن الإشادة به وبفضله عليها، وأعطت لنا دروساً في التواضع والإخلاص لمن نحب.
حصولها علي الماجستير والدكتوراه:
لقد كانت بنت الشاطئ – مع قلة من فتيات مصر – من الرائدات في مجال التعليم والعلم والثقافة.
حصلت بنت الشاطئ علي الليسانس من قسم اللغة العربية بكلية الاّداب جامعة القاهرة سنة 1939، وعُينت معيدة به في العام نفسه، وبعد ذلك بعامين حصلت علي الماجستير سنة 1941 بمرتبة الشرف الأولي، ثم حصلت علي الدكتوراه بدراستها المهمة عن رسالة الغفران لأبي العلاء المعري سنة 1950 بتقدير ممتاز، وقد أثبتت بنت الشاطئ في هذه الرسالة كفاءتها العلمية، واستعرضت علمها الواسع بتراث الأدب العربي في نماذجه الجليلة الأصيلة. وقد أشرف عليها في هذه الرسالة الأستاذ الدكتور/ طه حسين، عميد الأدب العربي، وكان وزيراً للمعارف وقتها، وقد أشاد طه حسين بعلمها الجاد في هذا البحث.
مناصبها وأثرها في الحياة العلمية والأدبية:
تولت بنت الشاطئ كثيراً من المناصب العلمية المهمة، إذ عملت أستاذة بقسم اللغة العربية بكلية الاّداب – جامعة عين شمس من سنة 1962، وأستاذة التفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة – جامعة القرويين بالمغرب عام 1970، وأستاذة منتدبة بمعهد الدراسات العربية – جامعة الدول العربية – القاهرة، عام 1962، وأستاذة منتدبة بمركز تحقيق التراث، دار الكتب القومية بالقاهرة عام 1968.
كان للدكتورة بنت الشاطئ دور كبير في إثراء الحياة العلمية والثقافية بحضورها العلمي ليس في مصر وحدها وإنما في العالم العربي، فقد كانت أستاذة زائرة لكثير من الجامعات العربية مثل : جامعة أم درمان الإسلامية، وجامعة الخرطوم، وجامعة القاهرة، وجامعة الجزائر، وجامعة بيروت العربية، وجامعة الإمارات العربية، وكلية التربية للبنات بالرياض.
لم يقتصر دور بنت الشاطئ الثقافي والعلمي علي المجال الجامعي، بل امتد إلي كثير من المؤسسات والهيئات الثقافية التي شرفت بعضويتها مثل: المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، والمجلس الأعلي للثقافة، والمجالس القومية المتخصصة.
قامت الدكتورة بنت الشاطئ عبر رحلتها العلمية الثقافية الحافلة بالعطاء بتأليف عدد كبير من الكتب والأبحاث، كما شاركت في عدد كبير من المؤتمرات المصرية والعربية العالمية، وكانت وجهاً مشرقاً للأستاذة المصرية التي مثلت الشخصية المصرية في إسهامها في رقي العلوم والفنون والاّداب عبر عصور الإنسانية منذ تاريخ طويل ضارب في أعماق الحضارة والعلم والإيمان.
قضايا شغلت إهتمام وفكر بنت الشاطئ:
- قضية المرأة:
قامت بنت الشاطئ بدور رائد وعظيم فيما يتعلق بقضية المرأة، لقد أضاءت بسيرتها العطرة الطريق لبنات جيلها والأجيال التالية في فترة كانت المرأة فيها تُعاني من وطأة التخلف والجهل والظلام.
كان المجتمع المصري بحاجة إلي هؤلاء الرائدات أمثال الدكتورة “عائشة عبدالرحمن” لتكون مثالاً لعطاء المرأة المصرية في ميادين الأدب والعلم والثقافة والفكر بعد أن كانت هذه الميادين مقصورة علي الرجل.
بذلت الدكتورة “بنت الشاطئ” كل ما في وسعها للتعبير عما اّمنت به، وضربت المثل في الإخلاص والنزاهة، والسعادة بالعلم والعمل بما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
لم يُصبها الغرور بما اّتاها الله من فضل وعلم، بل كانت منارة هادية، وشعاعاً وجدانياً نابضاً بحب الخير والعدل والعطاء لأسرتها ولوطنها. ضربت المثل في السمو الأخلاقي، والتجرد الصوفي، والاشتغال بالعلم النافع، ولم تصبها الشهرة بالغرور أو التعالي.
لم تنشغل عن رعاية زوجها، ولا عن رعاية أولادها، فقد رزقها الله “أمينة – أديبة – أكمل”، فقامت بتربيتهم علي أكمل وجه، بل ضحت في سبيل تربيتهم بتركها عملها وهي في أهم مراحل طريقها نحو المجد والشهرة بعد حصولها علي الماجستير وإعدادها لمرحلة الدكتوراه.
بذلت أقصي ما يمكن لإنسان أن يبذله من جهد كي تجعل زوجها سعيداً وتجعل أبنائها في مقدمة الصفوف في مجالات حياتهم، ولم تفشل في إقامة هذا التوازن الدقيق بين رسالتها الشخصية كأم وزوجة، ومن قبل ذلك كإبنة، وبين رسالتها العامة كمفكرة مُصلحة باحثة أديبة.
انتصرت بنت الشاطئ لقضايا المرأة ودافعت عن حقوقها، وقد كان لها دور عظيم في إصدار مجلة “النهضة النسائية” التي كانت عنواناً علي ريادتها في طريق تحقيق هذا الهدف النبيل.
خاضت بنت الشاطئ معارك اتصلت بالرأي العام فيما يتعلق بقضايا المرأة حول السفور والحجاب، والتعليم، والعمل. كانت قوية في تعبيرها عن رأيها بفكر واضح وعقيدة راسخة وقدرة علي التعبير.
أرادت أن تبيًن الدور العظيم لسيدات بيت النبوة: أم الرسول – صلي الله عليه وسلم – وزوجاته وبناته فكتبت موسوعة عنهن من خمس كتب بهدف إعلام المرأة الجديدة بكيفية مشاركة المرأة في بيت النبوة في صنع تاريخنا، وبأثرهن في حياة الرسول ومكانهن العظيم عنده، لتضرب بهذا المثل والقدوة للمرأة كما يجب أن تكون. فقد رأت بنت الشاطئ في سيدات بيت النبوة مثلاً للمرأة النقية التقية الصالحة التي تعد أساساً قوياً للأسرة وللمجتمع.
لقيت هذه الكتب الخمسة شهرة واسعة في أرجاء العالم الإسلامي، وتُرجمت إلي اللغات الفارسية والأردية والأندونيسية واليابانية، وتسببت في دخول نساء من غير المسلمات إلي الإسلام لأنها قدمت المثل الرائع لصورة المرأة من الناحية الإنسانية والحضارية إلي جانب الناحية الدينية فقدمت بذلك خدمة عظيمة للإسلام، وصححت الصورة المشوهة التي أخذها الغرب عن المرأة العربية التي تصوروا أنها مهضومة الحق، لا تحصل علي حريتها، ولا تشارك في أنشطة مجتمعها، وتعيش حبيسة البيت بلا تعليم ولا عمل.
تحدثت في الكتاب الأول عن “أم النبي” صلي الله عليه وسلم، وفي الكتاب الثاني عن “نساء النبي” والكتاب الثالث كان بعنوان “بنات النبي”، والكتاب الرابع عن “السيدة زينب” حفيدة رسول الله، وبنت الإمام علي رضي الله عنه والسيدة فاطمة الزهراء بنت النبي. والكتاب الخامس عن “السيدة سكينة”، بنت الإمام الحسين رضي الله عنه التي كانت -كما وصفتها بنت الشاطئ- نعم الزوجة، وكانت الشخصية الأولي في المجتمع العربي في عصرها، إذ كانت اّية في الجمال والشجاعة والكرم إضافة إلي كرم الأصل والنسب والأدب.
كما كتبت بنت الشاطئ أبحاثاً كثيرة حول المرأة العربية في عصرنا مثل : “المرأة المسلمة أمس واليوم” و”مدخل إلي قضايا المرأة المسلمة في المجتمعات الإسلامية”، وعرضت لقضايا المرأة علي نحو أعطانا نظرية متكاملة تعالج قضايا المرأة في الحاضر، وارتباطها بالماضي، وتطلعها للمستقبل.
لقد كانت للمرأة العربية مكانة رفيعة قامت بنت الشاطئ بتوضيحها، ودعت إلي ارتداء الحجاب، دون أن يمنع ذلك من مشاركة المرأة في الحياة العامة، كما دعت إلي ضرورة تعليم المرأة، وسعت إلي كل مجال يؤدي إلي النهوض بالمرأة، وكان موقفها من قضية المرأة وما كتبته وما أوصت به دافعاً لكثير ممن كتبوا عن المرأة في الإسلام أو المرأة في القراّن الكريم مما جعل المكتبة الإسلامية –اليوم – عامرة بمثل هذه المؤلفات.
- قضية الريف المصري:
ارتبطت بنت الشاطئ بقضايا الريف والفلاح المصري، وكتبت عنها أولي مقالاتها في جريدة الأهرام، وبسببه انضمت إلي أسرة تحرير الأهرام، كما بدأت شهرتها في عالم الكتابة بأول كتاب نُشر لها وكان موضوعه “الريف المصري”.
دافعت عن الفلاح المصري، وأشادت بدوره في الحياة المصرية، وأشارت إلي الظلم الواقع عليه، ودعت إلي إصلاح أحواله، وحل مشاكله اجتماعياً وصحياً وفكرياً.
ولم تكن بنت الشاطئ تكتب صورة ذهنية عن مشكلات القرية، بل كانت تنقل صورة واقعية حية لحياة الناس في الريف، وتدق بقوة اّذان المسئولين ليسمعوا مشكلات أهله. أرادت بنت الشاطئ لأهل مصر في الريف أن يعيشوا حياة كريمة بعد ان وجدت الفقر والبؤس والمرض والجهل يعم الريف المصري إضافة إلي قذارة البيوت والشوارع، ونقص الخدمات مثل مياه الشرب، والكهرباء، وأهم من ذلك نقص الخدمات التعليمية والصحية.
لم تنفصل، وهي التي عاشت أغلب حياتها في المدينة، عن أصولها الريفية، أو تتنكر لها، بل رأت أن هذه التقاليد الريفية هي التي تميز الشخصية المصرية الأصيلة. وقد كان نضالها من أجل العمل علي مواجهة قضايا الريف، وحل مشكلاته تأكيداً لانتمائها إليه، وحبها له، ولأهله الذين رأت فيهم صورتها هي نفسها.
من أجل اهتمام ووفاء بنت الشاطئ بالفلاح المصري، وبالريف المصري، اهتمت بالثورة المصرية التي جعلت الإصلاح الزراعي، والاهتمام بمشكلات الفلاح، والريف أحد أهدافها الرئيسية.
أشارت أيضاً إلي واجب الاهتمام بتعليم الفلاح وإرشاده، والعمل علي رفع مستوي معيشته، والاهتمام بصحته والاهتمام بالتعليم، خاصة تعليم الفتيات في الريف. فكانت ترى أن الريف المصري والفلاح المصري ثروة قومية، والاهتمام بقضايا الريف وحل مشكلات الفلاح يساعد علي ازدهار الاقتصاد ورخاء البلاد.
لقد أدت بنت الشاطئ رسالتها العامة، ولم تقتصر علي كونها “أستاذة جامعية” ينحصر نشاطها داخل أسوار الجامعة فقط، بل اّمنت برسالة الأستاذ الجامعي في إطار المجتمع، والعمل علي إصلاح شئونه، ونشرت كثيراً من مشكلات الريف علي صفحات جريدة الأهرام، وعملت علي حل هذه المشاكل، وقامت بزيارة الريف، واطًلعت علي حالته الحقيقية، وكافحت من أجل النهوض به، ودعت كافة المؤسسات الحكومية إلي العمل علي إصلاحه.
- الأدب العربي:
قامت بنت الشاطئ بجهود عظيمة في دراسة الأدب العربي وتقديمه بصورة منهجية جديدة.
حققت رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، واستحقت علي ذلك جائزة المجمع اللغوي لتحقيق النصوص سنة 1950، بعد أن حصلت علي درجة الدكتوراه في دراستها المهمة لهذا الكتاب العظيم.
لقد درست بنت الشاطئ هذا الكتاب العربي الشهير: رسالة الغفران لأبي العلاء المعري من حيث أن الأدب العربي هو وجدان المجتمع، وقدمت أبا العلاء المعري وتجربته الإنسانية، وعزلته عن العالم بسبب إصابته بالعمي، لكنها رأت فيه الأديب الحر الذي اشتري حرية الضمير وشرف الكلمة وشجاعة الرأي بكل ما في الدنيا كما تقول في مقدمة دراستها:
“إن كتاب رسالة الغفران هو رحلة خيالية إلي العالم الاّخر، عالم ما بعد الحياة،عالم الجنة يستعرض في وصفها علمه بالشعر العربي، ويلتقي بخياله مع الشعراء العرب في الاّخرة، ويحاورهم، وأبو العلاء الأديب هو الذي جعل الشعر في جنته سبيلاً للغفران”.
التزمت “بنت الشاطئ” في دراستها لرسالة الغفران منهجاً علمياً دقيقاً، ودرست النصوص العربية الأدبية دراسة مستفيضة متعمقة، وأسهمت في بناء صرح جليل شامخ من تاريخ الأدب العربي.
كانت بنت الشاطئ مجددة في دراستها الأدبية متأثرة في ذلك بمناهج التجديد التي دعا إليها الأستاذ “أمين الخولي” في الدراسات الأدبية والإسلامية. وكان لهذا الدور التجديدي أثره الواضح في تطور الدراسات العربية والإسلامية في وقت كنا أحوج فيه إلي هذا التجديد.
- اللغة العربية:
برعت بنت الشاطئ في إبراز دور اللغة العربية والغوص في أسبارها وتقفي بحورها عن طريق كتابها الشهير “التفسير البياني للقرآن الكريم” الذي تناولت فيه تفسير السور القصار من القرآن الكريم وذلك من وجهة نظر خاصة، حيث فسرت ألفاظ القرآن الكريم من الناحية اللغوية فعملت على تلمس الدلالات اللغوية الأصلية في مختلف استعمالاتها الحسية والمجازية، زاوجت من خلالها بين العقل والنقل في نقلها البياني، فأثبتت ما نقله الأقدمون من تفسير مع ما يتفق والمنطق العقلي في قبول هذا التفسير، فاستطاعت بهذه الخطوة التجديد في التناول والهدف والتفنيد لآراء القدماء والمحدثين، موجدة بذلك منهجاً جديداً ساهم في البناء الفكري للحضارة الإسلامية ومدافعاً عن اللغة العربية في عصر اعتبرت فيه هذه اللغة قاصرة عن إيجاد مصطلحات وافية في مختلف جوانب التقنية العلمية التي وصلت إليها البشرية في عصرنا الحديث.
كما درست “البيان القراّني” و “الإعجاز القراّني” مبيًنة ما يتميز به أسلوب القراّن الكريم من فصاحة عربية تعد مثلاً رفيعاً لجمال أسلوب اللغة العربية وأثره في النفس في كتابها “من أسرار العربية في البيان القراّني”.
أوضحت بنت الشاطئ في هذا الكتاب أثر دراسة البيان القراّني في معرفة أسرار اللغة العربية في قراءة منهجية دقيقة لدراسة الحرف واللفظ القراّني في المصحف كله لتبين سياقه الخاص في الاّية والسورة، وسياقه العام في القراّن الكريم كله، وهو المنهج الذي تأثرت فيه بأمين الخولي.
قال الدكتور “مصطفي الشكعة”[1] في مقدمة هذا الكتاب: “إن الدكتورة عائشة عبدالرحمن واحدة من العالمات المسلمات العربية القلائل اللاتي عشن في رحاب القراّن الكريم يتفيأن ظلاله القدسية، ويستلهمن هدايته السماوية، ويستشعرن أصول الإنجاز الإلهي كلما تمثلن اّياته الكريمة تلاوة أو دراسة أو ترديداً”.
وتقول بنت الشاطئ عن اللغة العربية : “إن إصلاح اللغة العربية ضرورة، والتمسك بها أساس حياة، وحين تُمتحن أمة بسرقة لسانها تضيع، تُمسخ شخصيتها القومية، وتُبتر من ماضيها وتراثها وتاريخها، ثم تظل محكوماُ عليها بأن تبقي أبداً تحت الوصاية الفكرية والوجدانية للمستعمر حتي بعد أن يجلو عن أراضيها”.
- التراث العربي:
في كتابها “تراثنا بين ماضِ وحاضر”، تدعو الدكتورة عائشة عبدالرحمن إلي نهوض الأمة العربية، وتقرر أن التراث يستوعب الماضي والحاضر والمستقبل.
ولا يعني الاهتمام بالتراث القديم إهمال متطلبات التجديد في العصر الحديث، ولا يعني التجديد إنكار التراث القديم الذي يمثل الذات العربية، والشخصية القومية.
كان التراث العربي الإسلامي حامل لواء الحضارة الإنسانية، وقد أًثًرت العلوم العربية في أوروبا عندما كانت غارقة في ظلمات التخلف والجهل في عصورها الوسطي.
ودعت بنت الشاطئ إلي ضرورة سعينا لاستعادة ذاكرتنا القومية، والنهوض بحاضرنا القائم علي أصالة ماضينا. ودعت أيضاً، إلي ضرورة تضافر الجهود بين معهد المخطوطات في جامعة الدول العربية، والمجامع العربية، ودور الكتب الكبري، ودور النشر لإحياء التراث، ونشر كنوزه، وفاء بحق الأمة في أن تستضئ بتراثها لتستكمل وعي ذاتها، وفهم تاريخها، ومعرفة مواقع خطاها من ماض إلي حاضر.
جوائز حصلت عليها بنت الشاطئ:
حظيت د. عائشة عبد الرحمن بمكانة رفيعة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، وكرّمتها الدول والمؤسسات الإسلامية؛ فكرّمتها مصر في عهد السادات وعهد مبارك، ونالت جائزة الملك فيصل، ونالت نياشين من دول عديدة، كما كرّمتها المؤسسات الإسلامية المختلفة بعضوية ضنت بها على غيرها من النساء مثل:
- مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة.
- والمجالس القومية المتخصصة.
- وكرمها ملك المغرب.
وفي عام 1961 تسلًمت ميدالية دنشواي من محافظة المنوفية تقديراً لها. وفي عام 1968 أهداها ملك المغرب وسام الكفاءة الفكرية. كما حصلت علي وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي عام 1972، وعُينت عضواً في اللجنة القومية لشئون الأدباء والفنانين المعاونة للجنة العمل بالاتحاد الاشتراكي. وفي عام 1978 حصلت علي جائزة الدولة التقديرية في الاّداب. وفي عام 1980 حصلت علي شهادة تقدير من المنظمة العربية للتربية والتعليم. وفي عام 1988 مُنحت جائزة الكويت للتقدم العلمي – التي تُمنح علي مستوي الوطن العربي – عن كتابها “قراءة في وثائق البهائية”. كما أطلق اسمها علي مدرسة للبنات بدمياط، وقاعة دراسة بمدرسة أم درمان الثانوية. كما حصلت علي جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي 1994.
رحيلها:
رحلت الدكتورة عائشة عبدالرحمن – بنت الشاطئ – في اليوم الأول من شهر ديسمبر 1998 بعد رحلة عطاء كبيرة، فقد كتبت حوالي أربعين كتاباً مهماً في كافة المجالات خاصة مجال الدراسات الإسلامية، والدراسات الأدبية أبرزها :
- التفسير البياني للقرآن الكريم.
- القرآن وقضايا الإنسان.
- تراجم سيدات بيت النبوة.
- وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات.
- ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها:
- نص رسالة الغفران للمعري.
- الخنساء الشاعرة العربية الأولى.
- مقدمة في المنهج.
- قيم جديدة للأدب العربي.
- ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها:
- على الجسر.. سيرة ذاتية.
كما كتبت حوالي خمسين بحثاً في العلوم والاّداب والفنون المختلفة، فقدمت إلي المكتبة العربية موسوعة زاخرة بالعلم النافع الذي يحيا حتي بعد موت صاحبه.
كانت – رحمها الله – مثالاً للتفاني والإخلاص في العلم والعمل، كذلك كانت أديبة مبدعة إذ كتبت الشعر والقصة.
كان لها مئات المقالات التي نشرتها في جريدة “الأهرام” علي مدي أكثر من ستين عاماً، عالجت فيها القضايا المُختلفة التي تمس الحياة الثقافية والاجتماعية في مصر والعالم العربي، وقد أشرفت علي صفحة الأدب بجريدة الأهرام، وقد ضمت جريدة الأهرام مقالاتها في تسعة مُجلدات ضخمة.
كان مشواراً طويلاً مشته بنت الشاطئ في طريق العلم، وكان مكللاً بالانتصارات والإنجازات، وبشخصيتها الفريدة، وبمؤهلاتها وبحوثها التي جاوزت شهرتها أقصي الوطن العربي والعالم الإسلامي إلي “المغرب” حيث دُعيت بصفتها الشخصية إلي أكثر المؤتمرات الدولية والمحافل الإسلامية، وتُرجم لها كثير من كتبها، ودخلت كتبها أصول المراجع والمصادر المقررة علي الطلاب في معاهد الدراسات العربية والشرقية بجامعات غربية عريقة وحديثة، واختارها عدد منهم موضوعاً لرسائلهم الجامعية.
قالوا عنها:
قال عنها وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق: ” تُعد الدكتورة عائشة عبدالرحمن –بنت الشاطئ – رائدة شجاعة من رواد الفكر الإسلامي المستنير في القرن العشرين، وقد أثبتت علي مدي ستين عاماً من العطاء العلمي الإسلامي المتواصل أن العلم الديني ليس مقصوراً علي الرجال، وفتحت الطريق أمام بنات جيلها ومن بعدهن لإثبات مواهبهن في جميع المجالات، وبإرادة حديدية، وعزيمة لا تلين تغلبت علي كل ما صادفها من عقبات في سبيل مواصلة تعليمها، وتركت تراثاً علمياً ثرياً للأجيال، وامتدت أستاذيتها إلي ربوع العالمين العربي والإسلامي”.
وقال عنها الأستاذ “محمد حسنين هيكل” الصحفي والمفكر السياسي : “عرفناها مؤمنة مقاتلة في سبيل فكر أعطته علمها وعمرها، وتفانت فيه إلي درجة التوحد والفناء”.
أما الكاتب الكبير “أحمد بهجت” فقد قال عنها :”كانت الدكتورة عائشة عبدالرحمن رمزاً من رموز العلم الديني والاستنارة والوعي بالمشكلات المعاصرة التي تهدد المسلمين”.
وفي الختام، لم تكن بنت الشاطئ كاتبة ومفكرة وأستاذة وباحثة فحسب؛ بل نموذجًا نادرًا وفريدًا للمرأة المسلمة التي حررت نفسها بنفسها بالإسلام، ولا شك أن ما حققته الدكتورة “بنت الشاطئ” من نجاح وتفوق كان نتيجة لكفاح طويل، وصبر جميل، وتحمل للمسئولية، ومواجهة للشدائد، وقدرة علي قهر المصاعب، وإيمان عميق بنصر الله وتوفيقه، وثقة في النفس، واعتداد واعتزاز بالكرامة، وتحصيل مستمر للعلم، وصبر علي تحصيله، وانشغال بالفكر، وحب للبحث طوال الحياة من المهد إلي اللحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[*] باحث ماجستير بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة.
[1]. الدكتور مصطفى محمد الشكعة مفكر وأستاذ جامعي مصري وعضو مجمع البحوث الإسلامية والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة عين شمس، ورئيس لجنة التعريف بالإسلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية، وعضو لجنة الحوار الإسلامي المسيحي بالأزهر الشريف.
المراجع:
- عوض علي الغباري، “بنت الشاطئ: عائشة عبدالرحمن”، ( المجلس القومي للشباب – السلسة الثقافية لطلائع مصر 38، مارس 2007).
- مني أبو الفضل، أماني صالح، هند مصطفي، ” بنت الشاطئ: خطاب المراة أم خطاب العصر؟ مدارسة في جينيولوجيا النخب الثقافية” (أعمال ندوة عقدتها جمعية دراسات المرأة والحضارة، جامعة قرطبة، 2010).